الخميس، 12 يناير 2017

حِوَارٌ .. حِوَارٌ ... حِوَارٌ ( م / ف )



حِوَارٌ .. حِوَارٌ ... حِوَارٌ



- بضعة تنويهاتٍ :


تنويه 1 : هذه القصة تعمد في كثير من أجزائها إلى استخدام لغة قد تعد مرتفعة قليلاً عن عربية الجرائد والصحف ، فإن كان هذا مما يسوؤك / يسوءك ، فقد  نوهنا به .


تنويه 2 : تلمح القصة إلى علاقة ذات طابع جنسي  ذكرٍ وأنثى ، فإن كان هذا يسوؤك / يسوءك، فقد نوهنا به . 


تنويه 3 : مما تلمح له تلك العلاقة ذات الطابع الجنسي ما يعرف بالإنجليزية / بالإنكليزية بـ


فإن كان هذا مما يسوؤك / يسوءك فقد نوهنا به .


تنويه 4 : هذا العمل ضرب من الخيال لم يقع هو ولا أجزاؤه ،  ولا قَصَدَ إلى تصوير ما وقع بكليته أو بجزء منه ، وشخصياته ليست محاكاة لشخصيات واقعية وأي تشابه بينها وبين أي شخصية واقعية حية أو ميتة علمنا بها أو لم نعلم محض صدفة ، وأيُّ حثٍّ على فعل أو على الامتناع عن فعل بناءً على ما في القصة مما تُوُهِّم أنه مغزى فهو غيرُ مقصود من المؤلف ، وليس حثاً على الحقيقة ، ومتى وقع الفعل الذي تُوُهِّم أنه حُثَّ عليه فالفعل مسؤولية / مسئولية فاعله ولا يُسْألُ المؤلفُ عن ذلك .

فإن كان أيٌّ من هذا مما يسوؤك / يسوءك فقد نوهنا به .


- القصة : 



- « ما الذي كنْتِ تقولينه له ؟ »

- « كنْتُ أسأله أنْ أنسخَ منه محاضرة أمسِ   »

- « لماذا لمْ تسألي غيرَه ، الدفعة فيها مئاتٌ »

- « أنا لا أحاول سرقة فتاكِ ، ولكنّي أحبُّ طريقة تنظيمه للمحاضرات ، وخطه جميل .. »

- « وشعره مسترسلٌ ، وخده أسيل ، وصدره عريض ، وقوامه ممشوق ، وطوله فارع ، وصوته فخم ، وابتسامته ساحرة ... كل هذه الصفات تبدأ بـ : تنظيمه جيد ، وخطه جميل »

- « ( منى ) ! أنا أعرف أن بقية الفتيات تبحث عن أي سببٍ لتفتح به حوارًا مع حبيبكِ ، ولكني لستُ " بقية الفتيات" ، أنا صديقتكِ المقربة ، لا داعيَ للغيرة المفرطة »

- « وهذا هو المدخل في المعتادِ ؛ " أنا صديقتكِ المقربة ، لماذا تسيئين الظن بي " ، " هو حبيبكِ من خمس سنواتٍ ، لماذا لا تثقين به " .. ثم فجأة : حبيبكِ وصديقتكِ المقربة يدعوانكِ لحفل زفافِهما .. هذا لنْ يحدَثَ معي ... على جثتي يا (أروى ) ! »

- « ما الذي تريدينه مني ؟ »

- « هاتي كراسَتَه »

- « تفضلي »

- « شكرًا ، سأنسخ لكِ المحاضرة وأعطيها لكِ ، وفي المرات القادمة إذا أردْتِ محاضراته بإمكانكِ أن تطلبيها مني أنا ، وأنا سآخذها منه وسأنسخها لكِ وأسلمها لكِ مباشرةً .. هذا لن يضيع عليكِ " تنظيمَه" و"خطَّه" ، ولن يضيع عليّ أنا ما سوى ذلك منه . مقبولٌ ؟ »

- « مقبولٌ .. ولكنْ كصديقتِكِ المقربة فعليّ أنْ أنصحكِ أنْ تكوني أقل غيرةً .. في بعض الأحيان تكون الغيرة مدمرة.. »

- « وفي كل الأحيان تكون الخيانة موجعة .. وأي عاقلٍ سيختار تجنب ما يحدث في كل الأحيان على تجنب ما يحدث في بعض الأحيان  »

*******

- « (أروى) ! .. لقدْ أحضَرْتُ لكِ النسخة ، وهذه هي الكراسة ..  »

- « ما الذي أصنعه بكراسة حبيبكِ ، تكفيني نسخة المحاضرة »

- « إن لم ترغبي في نسخِ شيءٍ آخرَ منها ، فبإمكانكِ أن تعيديها له بنفسكِ ، وفي المراتِ القادمة بإمكانكِ أنْ تطلبي منه ما شئتِ مباشرةً ؛ لا حاجة لتدخلي كوسيطٍ - إنَّ من الغيرة المذمومة أنْ أفترض أنّ أي حديثٍ له مع أنثى هو مشروع خيانة »

- « واو! هذه النقلة المفاجئة في المواقف بحاجة إلى دراسة .. ما الذي حدث ؟ هل شاهدْتِ فيلمًا رومانسيًّا فقدَتْ فيه فتاةٌ فتاها لغيرتِها ، فقرَّرْتِ تغيير نهاية " فيلمكِ" »

- « شيءٌ من هذا القبيلِ .. آه ، وبالمناسبة : أنا آسفة لأنني شكَّكْتُ في وفائك لي .. أنتِ أحب صديقاتي إليّ ، ومن سوء الأدبِ أنْ أكلمَكِ بالطريقة التي تكلمْتُ معكِ بها البارحةَ ؛ أنا فعلًا آسفة »

- « واو! .. لقد كان فيلمًا مؤثرًا للغاية على ما يظهر .. وعلى أية حالٍ : الرجال يجيئون ويذهبون .. الأسرة تتغير مواقفها بسبب أو بآخر .. الحيوانات الأليفة تحب مَنْ يطعمها كائنًا مَنْ كان ... لكن : الصداقة ؟ هذا شيءٌ آخرُ .. أنا معكِ لنهاية الدنيا يا صاحبتي »

- « تعالَيْ هنا ! »

- « حسنًا .. هذا عناق أصدقاء لا شك فيه.. ولكنَّنا في حرم الجامعة .. وهناك مراهقون ينظرون نظراتٍ مريبةً .. ربما علينا أن ننهي هذه المعانقة حرصًا على هرموناتهم .. ( منى ) ، هل .. هل تبكين ؟ »

- « أنا آسـ .. آسـفة ..  »

- « ششش .. كل شيءٍ على ما يرام .. لا داعي للبكاء .. لا داعي للأسف ..  شششش»

- « رجاءً لا تكرهيني بسبب ما قلْتُه »

- « لا خوف من هذه الناحية ؛ أنا مبرمَجَةٌ على حبّكِ .. كان عليكِ إدراكُ ذلك من سنين : مَنْ ستتَحمَّلُ كل سخافاتِكِ طيلة تلك السنين ما لمْ يكنْ حبُّها لكِ قهريًّا ؟ .. هذا أفضل ، الضحكُ يطيل العمر ... منديل ؟ »

- « شكرًا .... واو! .. إن هؤلاء الأوغاد يحملقون فينا بالفعلِ »

- « إن أرادوا رؤية المزيد فعليهم زيارة الموقع ، ودفع قيمة الاشتراك  »

- « هناك دائمًا نسخة مسروقة في مكانٍ ما »

- « هذه حقيقة! .. وبالنظر إلى ما تشير إليه ساعتي ، فإن تأخُّرَنَا عن محاضرة " ثقيل الدم " هي حقيقة أيضًا »

- « تبًّا ! »

- « تبًّا ! »

********
- « لقد ردَّتْ صاحبتُكِ الكراسة مصحوبةً لا بالشكر ولا بالامتنان ، ولكنْ بالتهديد والوعيدِ : إذا خطرَتْ لي ولو مجرد فكرة أن أخونكِ أو أجرحَ مشاعركِ ، فستمزقني إربًا وتطعمني للكلابِ »

- « خذْ تهديدَها بجديةٍ ؛ إنها مُبَرْمَجةٌ على حبي .. خلافًا لجنسِ الرجال الخائنين ! »

- « ومع ذلك فقد شكَّكْتِ في " المبرمَجَةِ على حبكِ " البارحةَ ، من أجلِ رجلٍ »

- « وقد دفعْتُ الثمنَ ، أليس كذلكَ ؟ »

- « ومن الذي ساعدَكِ في دفع هذا الثمنِ ؟ »

- « شخصٌ مفرط القسوة  »

- « مفرطُ القسوة ؟! هل استخدم شيئًا أكثر من يده والحزام ؟ »

- « تبًّا ! اخفضْ صوتَكَ .. إن هناك أشخاصًا حولَنا »

- « ربما لو استمرَرْتِ في إعطائي أوامرَ على مرأى الناسِ ، لن يحتاج الناسُ إلى سماعٍ ، بل سأريهم عيانًا ما أفعله بكِ عندما تشاقيني»

- « آسفة »

- « يا ما أملحَكِ معتذرةً ، وقد نكس رأسُكِ ورفعْتِ بصرَكِ إليّ طالبةً السماحَ ؛ أما مَنْ لا يعرفكِ فيظن أن هذا الملاكَ لا يُذْنِبُ أبدًا ، وأما منْ يعرفُكِ فلا يخفى عليه ما وراء هذه البراءة من شقاوة مركبة »

- « أنا ؟ شقاوة ؟ »

- « يا للبراءة ! وما الذي عاقبْتُكِ عليه البارحةَ إذًا ؟! .. بالمناسبة : هل اعتذرْتِ لصاحبتكِ ؟ »

- « نعم »

- « وهل اعتذرْتِ لي ؟  »

- « لقد أوسعْتُكَ اعتذاراتٍ البارحة !  »

- « كان هذا والحزام يعزف سيمفونيات على مؤخرتكِ .. ولكني أريد اعتذاراً الآن ، بعد أن ذهب الألم وبقيَ العناد .. »

- « أنا آسفة يا حبيبي .. وبالمناسبة فقد ذهب الألم بالعنادِ .. أنا أطوعُ لكَ مِن بنانِكَ وكل أوامـ .. مَنْ هذه ؟ »

- « آه .. إنها طالبة معنا .. إنها من دولة شقيقة ثم بسبب الظروف هناك اضطرَتْ للمغادرة في نصف السنة والالتحاق بكليتِنا .. لقدْ وعَدْتُها أنْ أساعدَها في إدراكِ ما فاتَها »

- « ماذا ؟! .. ولكنّ الدفعة بها مئاتٌ .. لماذا تتحمل أنت هذا العبءَ؟! ... ثم إنهـ - »

- « ( منى ) ! »

- « إنها شديدة الجمال ..  »

- « (منى) !! .. لا أحد أجمل منكَ في عينيّ ؛ هذا ما يهمّ »

- « هذا ما يقولونه جميعًا قبل أنْ يملوا القديم ويطلبوا الجديد »

- « هل سنحتاج إلى إعادة درس البارحة .. ظني بكِ أنكِ تفهمين الدرس من أول شرحٍ .. »

- « ليس إذا كان درسًا خياليًّا لا تطبيق له على أرض الواقع »

- « هذه هي .. ستنامين لليلة الثانية على التوالي على بطنكِ ! »

- « أنا آسفة ، ولكني أحبك .. وهذا هو سبب - »

- « وأنا أحبكِ ، ولكني لا أتصرف هذه التصرفات الخرقاء كلما كلمَكِ شخصٌ ما .. وإذا كنْتُ سأحتاج إلى إعادة درس البارحة كل ليلة حتى تشفَي من تلك التصرفات الخرقاء فسأفعل .. لذا من الأفضل أنْ تتعلمي سريعًا .. »

- « حسنًا .. سأكف عن التصرفات الخرقاء .. لا حاجة لإعادة ذلك الدرسِ  »

- « سبق السيف العذل يا حلوة .. وبإمكان درس الليلة أن يتضافر مع درس البارحة ليعطياكِ مناعةً مضاعفةً من تكرار تلك الغيرة السخيفة .. لا خطر من زيادة المناعة »

- « إممهمم  »

- « الآن تتمسكنين ، وتظهرينني بمظهر قاسي القلب الذي لا يَرِقُّ لملاكه .. ولكنْ أين كانَتْ هذه المسكنة قبل لحظاتٍ ؟ حزامٌ ! »

- « أرجوكَ .. أنا لمْ أتعافَ بعدُ من حزام البارحةِ ! »

- « طولُ لسانكِ مقياسٌ أفضل لدرجة تعافيكِ .. لو لم تكوني تعافيْتِ من تأديبِ البارحة لما قلْتِ إنني سأمل القديم وأطلب الجديد »

- « أنا لم أقلْ "أنتَ" لقد قلْتُ " هم جميعًا " ، وهناك استثناءات بالطبع »

- « وإنْ كنْتُ من المستَثْنَينَ فما علة ذكرِكِ القاعدةَ للإنكار عليّ ؟! .. لا تحاولي التذاكي عليّ يا صغيرة ، أنا مَنْ يدرس الفلسفة هنا  »

- « هل .. هل ..  »

- « لا يوجد هلٌّ .. يوجد حزامٌ وألمٌ وندمٌ وفتاةُ شقيةُ قد تعلمَتْ درسَها .. وسيأتيكِ تفصيلُ ذلك هذه الليلة »

- « لقد جاءني تفصيلُ ذلك البارحة  »

- « نعم ، "ولكني أملُّ القديمَ وأطلب التجديدَ" .. واللفظُ لكِ »

- « إممهم .. »

- « لو كانَ هذا المواءُ مع غيري لكان له مفعولُ السحرِ ، ولكنّكِ تزدادين "قططية" فأزداد " سبعية" ، وتزداد رغبتي في التهامكِ ، فأكثري أو أقلي ! »

- « إمهممم »

- « تبًّا ! حسنًا ، سأكتفي بيدي في تأديبكِ هذه الليلة .. ولكنَّ هذا التساهل لن يتكررَ بعد ذلك ... هل .. هل هذه ابتسامة ظافرة ؟! هل ابتسَمْتِ بظفرٍ قبل قليلٍ ؟! »

- «  لا ، أقسم أنني لم أفعل ..»

- « هل تزيدين في قائمة ذنوبك الكذبَ عليّ ؟ »

- « أعني : أقسم أنني لم أبتسم بتطرفٍ ، فقط ابتسامة ظافرة صغيرة  قابلة للإهمالِ  »

- « دعي لي تقديرَ المهملِ في هذه المعادلة .. هذه الابتسامة الصغيرة آخرُ ما يُوصَفُ بالمهمل .. إنها رقم ضخمٌ في أحد طرفي المعادلة ، فيستدعي قيمة ضخمة من الضربات في الطرف الآخر من المعادلة حتى يتساويا .. بإمكانكِ أن تشبعي من الجلوس حتى ميعاد عقابكِ الليلة يا صغيرة .. فعلى الأغلبِ لن تذوقي الجلوس بعدَها لفترة طويلة! »

- « إمممهممم »

- « لو تحولتِ إلى هُرَيْرَةٍ في هذه اللحظة فلَنْ ينفعَكِ .. »

*********

- « أنا آسفة .. إهئ إهئ ... أنا آآآآآسفة ... أنا .. إهئ »

- « أين توضع يدا الفتاة الصغيرة الشقية عندما تُعاقَبُ ؟ »

- « على الأرض .. على الــ .. إهئ »

- « وأين كانتا قبل قليلٍ ؟ »

- « تغطيان مؤخرتي .. إهئ .. أرجوك ..  »

- « وكيف يجب أن تكون مؤخرة الفتاة الصغيرة الشقية عندما تُعَاقَبُ ؟ »

- « غير.. مغطاةٍ.. بشيءٍ ..أرجوك.. أرجوك .. »

- « وهذا يستدعي عقابًا أليس كذلك ؟  »

- « أرجوك .. أرجو- »

- « ولكنْ كيف نعاقبُ فتاةً تعاقَبُ بالفعلِ ؟ »

- « أرجووووك ..  »

- « لا بد من اختراعِ شيءٍ يزيد في هذا العقابَ حتى يؤدي النتيجة المرجوة .. ولتَكُنِ الزيادةُ عددية أو مكانية أو توبيخية .. في الواقع سأترك لكِ حرية الاختيار أي أنواع الزيادة تريدين ؟ »

- « ما تريده ! .. افعَلْ بي ما تريده !! .. أنا فعلًا آسفة .. كل ما تريده ..إهـــئ ... إهئ»

- « حسنًا يا صغيرة.. آخر مرةٍ أشفَقْتُ فيها عليكِ .. قابلْتِ شفقتي بغرورٍ بقدرتكِ على ترقيق قلبي عليكِ ..  »

- « أنا آسفة .. »

- « لو صفَحْتُ عنكِ الآن ، فهذا ليس عن ضعفٍ من جانبي ولا احتيالٍ من جانبكِ ، ولكن عن اقتناعٍ بأنكِ قد نلْتِ كفايتكِ ؛ والابتسام بظفرٍ يُذْهِبُ هذه القناعة .. هل هذا مفهوم ؟  »

- « أرجوووك .. لقد نِلْتُ كفايتي ، عندما أخطئ .. ستعاقبني .. ولا يوجد مخرج آخر .. تمسكن أو دلال أو غيره .. لقد تعلمْتُ درسي ، أرجوك..   »

- « وما هو الدرس ؟ »

- « أنْ أثق فيكَ ، ألا أبالغ في غيرتي عليكَ .. آه .. آه .. آآآه .. إهئئ... أرجوك »

- « وأهم نقطة في الدرس؟ »

- « آ..آ.. أنا لا أعرف .. أرجوك ، ليس المزيدَ من الصفعاتِ .. أرجووك »

- « ما الذي قلْتُه قبل أنْ تعلقي تعليقَكِ السخيفَ عن القديم والجديد ؟ »

- « آ .. آ .. أنّ عليّ أنْ أكف عن الشك فيك ؟ .. آ .. أنا لا أذكر .. أنا آسفة ..  »

- « هذه هي المشكلة يا حبيبتي .. أنتِ تركزين في السيء الواقع والمحتمَلِ ، وتهملين الجيِّدَ الواقِعَ والمحتمل .. دعيني أذكركِ : لقدْ قلْتِ شيئًا عن جمالٍ فتاةٍ ما لا محلَّ لها من الإعرابِ ، فما الذي كانه ردي ؟ »

- « أنني أجمل امرأة في عينيك »

- « تذكري هذا في المستقبلِ ! »

- « آه.. آآه ... سأتذكره .. سأتذكره .. أرجوك .. »

- « حسنًا ، هذا يكفي .. لا أريد أنْ أسمعَ في المستقبل كلمة واحدة عن فلانة ولا فلانة .. لا يوجد غيرُكِ في الحقيقة فلماذا تفترضين احتماليات خيالية مستحيلٌ أنْ تقع ؟ »

- « أنا آسفة .. ولكني أحبكَ ..  »

- « إنّ مِنْ حبكِ لي أنْ تثقي في وفائي لكِ .. أنا لسْتُ لعبةً تحبينها وتخافين أنْ تُسْرَقَ !! »

- « أنا آسفة.. »

- « ثم إنكِ أجمل وأكمل وأعقل وأرق امرأةٍ في الكونِ .. وأكثرهنّ شقاوةً أيضًا .. فحتى لو كنْتُ أسوأ الناسِ وأخدعَ الناسِ وأحمقَ الناسِ فلنْ يفوتني أنْ ألاحظَ أنه لا منافسةَ لكِ لأهتم بها .. أنا مسرورٌ بتواضعكِ ، وظنُّكِ أنّ للأخرياتِ مثلَ ما لكِ .. ولكنَّ قليلًا من الواقعية قد يعالج هذه المشكلة .. أنتِ فوق الجميع .. هذه حقيقة .. على الأقل  : في قلبي هي حقيقة .. ولكنها حقيقة كونية أيضًا ، ليس ذنبي أنّ قلوب الآخرين لا تدركها ..  »

- « شـ..شكرًا ..»

- « لقد كان هذا مدحًا مخلوطًا بتأنيبٍ ، ولكنّ التفاتَكِ للمدحِ قبل التأنيبِ مؤشرٌ جيدٌ .. لا مزيد من الحملقة في النصف الفارغ من الكوب .. نعم ، جنس الرجال خائن في المجملِ .. ولكنْ على حد علمي فهذا ليس ذنبي.. أنا لكِ ، ولكِ وحدَكِ .. فلْنُنْهِ هذا الدرسَ بهذه الخلاصةِ »

- « نعم ..»

- « ولنُنْهِ هذا العقابَ بالوقوف في الزاوية ؛ بما تتيحه هذه الوقفة من تأملٍ في الماضي والحاضر والمستقبلِ في نقاء وصفاءٍ .. لقدْ جرَّبْتِ هذه الوقفة مراتٍ من قبلُ .. أنتِ مدركة لإمكانياتِها غير المتناهية .. »

- « إحممحم .. بالطبع !»

- « هذا جيدٌ .. »

- « هل يمكنني أنْ .. أعانقكَ ؟ »

- « بالمعنى المقدَّسَ أم بالمعنى الحرفي ؟ »

- « آممم ، كلاهما في الواقع ، و لكني عنَيْتُ قبل "الإقامة" في الزاوية .. »

- « بالمعنى الحرفي إذن ! .. تعالَي يا أميرة القلبِ  »

- « لسْتَ غاضبًا عليّ ؟ »

- « أنا مُبَرْمَجٌ على حبُّكِ أيضًا .. ربما في حياةٍ أخرى سنكون صديقتين مقربتين .. ولكنْ في هذه الحياة أنا حبيبُكِ.. ومهما شاع عن هؤلاء من خيانةٍ وتقلبٍ ، فأنا استثناءٌ يثبت القاعدةَ .. »

- « هل في صوتِكَ شيءٌ من الغيرة من (أروى ) ؟ لأنّ عليّ أنْ أصارحَكَ أنّ النظر إلى النصف الفارغ من الكـ -  آآآه .. لقد كانَتْ مزحةً ..»

- « إلى الزاوية يا حلوة .. مزاحُكِ سمجٌ ! »

- « ولكنَّكَ تعشقه كما تعشق كلَّ شيءٍ فيَّ ! »

- « حقيقة .. ليتَها تنهاكِ عنْ غيرتَكِ ! »

- « ولكنْ في النهايةِ الأخرى من الطيف هناك الغرور المقيتُ وعدم الاحتفالِ بكَ ثقةً في مكانتي عندَكَ ! »

- « وما المشكلة في الاعتدال ؟ »

- « الحاجة الدائمة لمَنْ يضبطُ المؤشر حتى لا يميل إلى أحد التطرفين ! »

- « الحزامُ موجودٌ ! .. وصاحبُ الحزامِ موجودٌ ! »

- « لسانك المعسول يا أميري ! .. هل يمكننا تجاوزَ الزاوية ..مع الاعتراف الكامل بإمكانياتها السحرية .. والانتقال مباشرة للمعانقة ؟ »

- « إلى الزاوية يا صغيرة .. لا مزيد من التساهلاتِ !  »

- « إمهممم »

- « تبًّا ! تعالَي هنا ! »

************

ليست هناك تعليقات: