قصة : مقهى
+ محل هدايا = مقعدة حمراء ! ( م / ف ، ف / ف )
- بضعة
تنويهاتٍ :
تنويه 1
: هذه القصة تعمد في كثير من أجزائها إلى استخدام لغة قد تعد مرتفعة قليلاً عن
عربية الجرائد والصحف ، فإن كان هذا مما يسوؤك / يسوءك ، فقد نوهنا به .
تنويه 2
: تصوِّرُ القصة في معظمها علاقةً ذات طابع جنسي بين أنثيين ، وبين ذكرٍ وأنثى ، فإن
كان هذا يسوؤك / يسوءك، فقد نوهنا به .
تنويه 3
: مما تشمله تلك العلاقة ذات الطابع الجنسي ما يقترب مما يعرف بالإنجليزية /
بالإنكليزية بـ
فإن كان هذا مما يسوؤك
/ يسوءك فقد نوهنا به .
تنويه 4 : هذا العمل
ضرب من الخيال لم يقع ولا أجزاؤه ، ولا
قَصَدَ إلى تصوير ما وقع بكليته أو بجزء منه ، وشخصياته ليست محاكاة لشخصيات
واقعية وأي تشابه بينها وبين أي شخصية واقعية حية أو ميتة علمنا بها أو لم نعلم
محض صدفة ، وأيُّ حثٍّ على فعل أو على الامتناع عن فعل بناءً على ما في القصة مما
تُوُهِّم أنه مغزى فهو غيرُ مقصود من المؤلف ، وليس حثاً على الحقيقة ، ومتى وقع
الفعل الذي تُوُهِّم أنه حُثَّ عليه فالفعل مسؤولية / مسئولية فاعله ولا يُسْألُ
المؤلفُ عن ذلك .
فإن كان أيٌّ من هذا
مما يسوؤك / يسوءك فقد نوهنا به .
- القصة :
الظهر
المقعر .. اليدان المرتكزتان على الفخذين .. الركبتان المثنيتان .. النظر المصوّب
إلى الأمام غافلًا بالكلية عن انشغال من وراءه بالمشهدِ ..
من الذي
اخترع هذه الانحناءة الفاضحة ؟!
عضلات
الردفين الريانين تكاد تمزق ما فوقهما من ثياب .. وكأنهما يصرخان بالعيون والأيدي
والألسنة لتمتد إليهما .. صراخ عرائس بحرٍ لا يبقي في البحارة عقلًا ولا إرادةً ..
من الذي
اخترع هذه الانحناءة الإباحية ؟!
ثم ما
أتحرق شوقًا لفعله ؛ ما أنا مستعدٌّ لأن أبتاع بسنين من عمري فرصةً لفعلِه .. يقوم
به غيري ..
طاااخ !
الانحناءة
المخلة بالآداب تتحول إلى وقفة منتصبة مفاجئة ، المؤخرة ترسلُ رسالة احتجاجٍ إلى
العقلِ بما فُعِلَ بها ؛ " لقدْ صُفِعْتُ ، خذ لي حقي _ أيها العقلُ _ من
صافعي " ولكن المؤخرة المكارة لا تخبرُ العقلَ بما فعلَتْه هي في البداية ؛
كل ذلك الإغراء ..
وتمتد
اليدان البضتانِ ليغطيا الردفين المصفوعين حديثًا .. كأنهما يمنعان عنه مزيدًا من
الصفعات المحتملة .. أو ليخففا أثر الصفعة السابقة .. أو مزيجًا من هذا وذاك .. وتقول
صاحبةُ الردفين المصفوعين :
- « نحن في
الطريق يا غبية !! »
ما الغباء
في هذا ؟ طريقًا كان أو غيرَ طريقٍ .. لقد رأتِ الصافعةُ الردفين الرجراجين يطلبان
العناية والاهتمام فأولَتْهما حقَّهما من العناية والاهتمام .. متى صار هذا ذنبًا
؟ لو كان اللومُ موجَّهًا لأحدٍ فللطالبِ
لا الملبي !
وصاحبتُها تتجاهل
ما حدث ، وترد عليها في لا مبالاة بينما تشير إلى المعروضات خلف زجاج العرض :
- « هل
أعجبكِ شيءٌ ؟ »
تعود الانحناءة
المثيرة مرةً أخرى .. إما أنها تتعمد إثارة البشرية التي توقفَتْ كلُّها عما تفعله
لتتأمل المشهد الخالب للألباب .. وإما أن صاحبة هذه الانحناءة غافلة تمامًا عما
تصنعه محاسنُها بقلوب النظّارة ، وهذه الغفلة تزيدُ الموقفَ اشتعالاً !
وللأسف
يبدو أن القرارَ قد اتُّخِذَ سريعًا ، فانتصبَتْ واقفةً بعد لحظاتِ ، ثم دخلَتْ مع
صاحبتِها إلى المحلّ .. وبعد ثوانٍ خرجت وفي يدها حقيبة هدايا تحوي على الأغلب ما
قرَّرَتْ شراءَه قبلَ قليلٍ ..
ردفاها
الفاتنان يرتجان في بنطالها الضيق بينما تغادرُ المحلّ وتسير إلى وجهتِها حتى
غابَتْ عن نظري .. وبغيابِها عادَ إحساسي بالموجودات حولي .. أصواتُ النرد .. قرع
الأكواب لخشب الطاولات بينما تنزل بها يدا النادلِ المدربتان على عجلٍ .. ليسرع
صاحبُهما إلى زبونٍ جديدٍ وطلبٍ جديدٍ .. صراخ معلق مباراة كرة القدم عبر التلفاز
؛ بسبب هجمة ضائعة أو هجمة لم تضعْ ؛ إنه يصرخ في الحالتَينِ ..
لا تزال
صورة المؤخرة الفتانة عالقة بذهني .. وصورة اليد المحظوظة التي لمسَتْها - ولو من
وراء ملابس .. من غير اللائق أنْ أفكر هكذا أفكارًا ، ولكنْ كيف لمن رأى ذلك
المشهدَ ألا يفتتنَ به ، وألا ينشغل عقلُه به ؟
ربما عليّ
أنْ أقطع جلسة القهوة اليومية هذه سريعًا ، وأعود للبيتِ لأستعيد ذلك المشهد على
مهلٍ .. وربما _ في خيالي _ ألعب دورَ تلك الفتاة المحظوظة صافعة الردفين الوافرين
!
*******
أتملى
النظر في هذه الهدايا السخيفة .. عندما طلبَتْ مني أن أتجهز لنخرج معًا كان تفكيري
قد ذهب لشيءٍ آخرَ .. ثم اكتشفْتُ أن سبب الخرجة هو شراء هدية عيد ميلاد لصاحبة
لنا ..
لا أدري
لماذا يصرّ الناسُ على تبادل الهدايا في أعياد الميلاد ؟ .. لماذا يحتفلون بأعياد
الميلاد أصلًا ؟ .. مزيد من الخطوات نحو القبر ! يا لفرحتِنا !
ثم حاولْتُ
أثناء ذهابِنا لمحل الهدايا أن أسبر أغوارَها بلا جدوى .. لقد ارتديْتُ عامدةً هذه
الثيابِ بالذاتِ حتى تكون مدخلًا لما بعدَها .. وبالنظرِ إلى ما حدث بيننا
الأسبوعَ الماضي ، فكان ينبغي أنْ تثيرَ فيها هذه الثيابَ معاني التعلق والرغبة ،
وربما الحب أيضًا ! ..
ولكنّها لم تعلق حتى على ما أرتديه !
ثم بلا مقدمات ..وبعد أن آيسْتُ من أنْ أسمع
منها شيئًا .. أشعر بيدِها تصفع مؤخرتي ..
مرةً واحدةً ! .. تلك الماجنة ! .. إننا
في الطريق العام ! .. ماذا لو خمن أحدُهم ؟
وعلى الرغم
مني أصرخ بها :
- « نحن في الطريق يا غبية !! »
بمجرد خروج
الكلمات من فمي أندم عليها .. إنّ إهانتَها هي آخرُ ما أرغبُ فيه .. ولكنّ الأمرَ
يمر مرور الكرام ؛ إنها تتجاهل ما قلْتُه وتسأل في لا مبالاة مصطنعة :
- « هل
أعجبكِ شيءٌ ؟ »
هكذا إذن ؟
.. تريدين التظاهرَ بأن ما بيننا هو ما يجري بين أي صاحبتين ؟ .. فليكن ! .. أرجع
للنظر في تلك الهدايا السخيفة .. ثم أختار أحدها وأسرع لداخل المحل وأشتريها بدون
أن آخذ رأيها .. وفي طريق العودة أتظاهر أنا الأخرى بعدم الاهتمام بها .. حتى إذا
ما بلغْنا الزقاق المظلم الذي يؤدي إلى الطريق الذي تطل عليه عمارتُنا .. أشعر
بيدها تلمس ردفيّ - ليس صفعًا " صديقيًّا مداعبًا " ، بل لمسًا لا شك في
طابعه الجنسي الجِدّيّ .. وأتوقف عن المشي لأنظرَ إليها في استياءٍ ، نظرتي تقول
بوضوحٍ : " إما أن نعترف بما يحدث ، وإما أنه لا يحدث ، لا خيار وسطًا بينهما
" ، ولكنها تتجاهل ذلك للمرة الثانية .. وتزداد أفعالُ يدِها مجونًا وخلاعةً
- نعم ؛ هذا الزقاق مظلم ، وخالٍ معظمَ الوقتِ من المارة ، ولكن ليس إلى هذا الحد
..
الآن ،
بدأتْ تفقد قدرتَها على السيطرة على نفسِها - وأنا كذلك إلى حد بعيد - .. يدُها
تتخلى عن اللمس من وراء حائلٍ .. وتنزلق بين بنطالي وبين ملابسي الداخلية ، ثم
تكتشف أن هذا ليس المكان الذي أرادَتْ أن تنزلق إليه ، فتعود لتنسحب خارج البنطالِ
.. وتتأكد هذه المرة من وجهتِها قبل أن تدخل .. بأن تلتصق بجلد ظهري من تحت
البلوزة ، ثم تستفل تدريجيًّا لتضمن أنه لن يحول بينها وبين جلد مؤخرتي شيءٌ ،
وعندما تطمئنّ إلى نجاح العملية تبدأ بالقبضات الولهانة .. وقبل أن أفقد ما بقي لي
من قدرةٍ على الاعتراضٍ أحاول أن أفتح فمي في احتجاجٍ هامسٍ ، ولكنها لا تقبل مني
حتى الاحتجاج الهامس ، وتغلق فمي إغلاقاً محكمًا بشفتيها ؛ هذه وسيلة ناجعة لمنع
الاعتراضات الهامسة .. ووسيلة ناجعة لإزالة ما بقي من اعتراضٍ ..هامسًا كان أمْ غير
هامسٍ .. ولذا فقد ذاب ما بقي فيّ من اعتراضٍ كأنما طلعَتْ عليه شمسُ الربع الخالي
، وينشغل فمي عما كان ينويه من همسٍ واحتجاجٍ بتقبيل الشفتين العذبتين..
المشكلة
أني أحبها .. ما كنْتُ لأسمح بجزء من مئة جزءٍ مما يجري الآن لو لمْ أكنْ غارقةً حتى الثمالة في حبِّها ؛ حتى
من قبل أن أعي أن ما بيننا " جنسي الطابع" كنْتُ لا أطيق فراقها لأننا
" صديقتان مقربتان " .. والآن يجتمع لها عندي الصداقةُ والحبُّ .. وأفقد
كل قدرٍ من التعقلِ في حكمي عليها وعلى أفعالِها .. وعلى شفتيها وعلى يديها !
صوتُ
خطواتٍ يقتربُ .. إن المتع موكلةٌ بمنْ يهدِمُها - عامدًا أو غافلاً .. فأبتعد
عنها سريعًا ، ولكنّ يدَها لا تغادر بنطالي قبل أن تقبض قبضة أخيرة على ما تطوله
مني ..
الخطواتُ
تدنو منا بينما نعاودُ المشيَ .. ثم تُحَاذِينَا .. ثم يتقدم صاحبُها أمامَنا ،
وهو يجُدّ الخطْوَ .. لا أستطيع تبين ملامحِه في الظلام ، ولكن يبدو من مشيه
السريع أن وراءه أمرًا مهمًّا ..
ولا يبتعد
عنا كثيرًا حتى تعود اليد العابثة للقبض على ردفيّ - هذه المرة لم تتدرج وتبدأ من
الخارج ثم تخترق البنطال ، بل انزلقتْ مباشرةً ليلمس الجلد الجلد .. وهذه المرة لم
تكتفِ بالردفين بل انتقلَتْ بمهارة إلى ما تحتهما .. وبذلْتُ جهدًا خرافيًّا كي
أواصل السيرِ وكي أمنع نفسي من أن أهوي لركبتي في صرخة جنسية فاضحة - هذه يد مدربة
؛ يد تصنع هذا الجنس من الأفعال منذ فترة مبكرة للغاية ؛ دع عنْكَ مَنْ يتلمسُ
خطاه في استكشاف الجسدِ الأنثوي لأنه لا يملك واحدًا .. إنها تحفظ خريطة جسمي ، ومفاتيح
لذائذي .. لأنها بعينِها خريطةُ جسْمِها ، ومفاتيح لذائذها ..
الزقاق
يفضي إلى نهايتِه ، ويتسع الطريق ، فتنسحب يدُها " المدربة " مما كانَتْ
فيه ..
وأنظرُ إليها
في سمْتِها الأنثوي الفاتن ، فأراها تلعق أصابعَها ببراءةٍ كأنّها فرغَتْ للتوّ من
غداءٍ أو عشاءٍ .. أأعجَبَكِ ما تذوقين طعمَه على أطرافِ أصابعكِ ؟ لأنّ لديّ
المزيدَ منه !
إن لمْ يكنْ هذا الذي أشعرُ به " في الأسفل
" بللًا .. فقد صار بللًا الآن ؛ تبًّا لها ، لقد كانَتْ هذه اللحسات _ في
الطريق العام ، على أعين المارة _ استعمالًا مفرطٌ للقوة !
ثم نستقبل
العمارةَ ، ثم نصعدُ معًا الدرجَ حتى نصلَ إلى شقتِها في الطابق الثاني ، وتقول لي
بإنجليزية ماجنةٍ :
- « وَنَا
كَمْ ... إنْ ؟ »
تبًّا لكِ
.. ولألاعيبكِ اللفظية ! .. حنقي على عدم وجودِ سبيلٍ إليها - فأهلها في الداخل -
يطغى على رغبتي في رد المجون بمثله ، وردِّ المشاكسةِ بشرٍّ منها ..
أهزّ لها
رأسي وعيناي تريدان الفتك بها غيظًا وغضبًا وعشقًا وافتتانًا .. ثم أتركها واقفةً
في حيث هي ، بلا ردٍّ ولا وداعٍ .. وأصعدُ للطابق الرابع وأطرق باب شقتِنا طرقتين
فطرقتين فطرقتين .. فتفتح أمي البابَ دون أن تنظر في العين السحرية ..
- « لمْ
تتأخرا ؟ »
أتجاوزها
في عجلةٍ وأنا أقول مشيرةً إلى حقيبة الهدايا في يدي :
- « اشترينا
هذا ، وعدْنا على عجل ! »
ثم أدخل
غرفتي وأغلق بابَها .. لقد قلْتُ لها " يا غبية " - في رد فعلٍ غير
متعمدٍ .. ثم تجاهلْتُ " دعوتَها للدخول " - في ر
فعلٍ متعمدٍ ؛ نعم - تلك لمْ تكنْ دعوةً بالضبط
، إنها تورية لفظية أرادَتْ على الأغلبِ أنْ تُحْمَدَ عليها ، فتجاهلْتُها بالكلية
وصعدْتُ لشقتي .. فإن يكنْ ما قالَتْه آخرَ مرةٍ ألْهَبَتْ فيها ردفيّ ألمًا
وشهوةً حقًّا .. فأنا على موعدٍ مع جولة ثانية من تلك الجلسات العقابية الشهوانية
مرتفعة الصوتِ - بما يستدعيه ذلك منْ ضمان مكانٍ مناسبٍ ووقتٍ مناسبٍ للخوض فيها
.. وإنْ كانَتْ هذه الاحتياطاتُ عرضةً لأن يُضْرَبَ بها عرض الحائط بالقياس إلى ما
فعلَتْه بي أمام محلّ الهدايا ذاك.. تبًّا ! .. لقد كانَ هناك مقهًى مقابلًا لذلك
المحل ، ومَنْ يدري مَنْ يكون رآها تهوي بيدِها على مؤخرتي في الطريق العام ؟ ..
ثم ما فعلَتْه في ذلك الزقاق .. ثم لعقُها أطرافَ أصابعِها في تلذذٍ ..
تبًّا ! .. إنّ البللَ يزدادُ .. ومعه تزداد
رغبتي فيها .. في عقابِها .. في ثوابِها .. في يدِها وكلّ ما تفعله يدُها .. وفي
لسانِها وكل ما يفعله لسانُها .. هذه الأفكار في غيابِ طرفٍ آخرَ يترجمها إلى
واقعٍ - هي مقدماتٌ حتمية تؤدي إلى نتيجة واحدةٍ .. لذلك أنزع ما عليّ وأتمدد على
السرير وأدير أصابعي فركًا لما يحتاج إلى الفركِ ؛ لما يحتاج إلى الاهتمام العاجل
قبل أنْ ينفجرَ ..
الغريبُ أنه
على الرغم من أنّ هذا جسدي أنا ، فإن يدها أمهر من يدي بكثيرٍ في إشباع رغباته..
ولكنْ أينَ السبيلُ إلى يدِها الآن ؟ .. الجود من الموجودِ .. ولمْ يستغرقِ الأمر
طويلًا .. كلّ تلك المقدماتِ _ صفعًا وقبضًا وفركًا ، في الطريق العام ! _ قد عجلَتْ
بالنتيجة .. وفي ثوانٍ كانَتِ الحركةُ المتسارعة قد انتهَتْ إلى سكونٍ مسالمٍ ,
وحلَّ الخواء الحالم محل الرغبة العنفوانية .. لا أعتقد أن بإمكاني الحركة لبضعة
دقائق على الأقل !
*****
على عجلٍ
.. على عجلٍ ..
الطريق
الواسع الفوضويّ يُسْلِمُني إلى الزقاق الضيق الخالي من الحياة ..
خطواتي
تتسارع ..
يخيل إليّ
أنني أسمع أصواتًا ذات طبيعة ماجنة .. ولكنّ مَنْ حالُه حالي لا تؤتمنُ شهادتُه ؛
كل شيءٍ قد صار ذا طبيعة ماجنةٍ في عينيّ بعد أن اصطبغتا بمنظر الردفين الرجراجين
.. ثم ألمح شبح فتاتين .. وعلى الرغم مني أتساءل : أتُرَاهما الفتاتان التي قطعا
عليّ جلستي القهوية اليومية ؟ .. ولكني أطرد الفكرة الساذجة من عقلي .. وأتسارع
أكثر في اتجاه غايتي .. البيت .. غرفةً معينةً في البيتِ .. غرفةً أعلم أنّ زوجتي
والعفاريت التي أسميهم أولادي لا يدخلونَها إلا بإذنٍ ..
وعندما
أصلُ إلى تلك الغرفة _بعد أن أوصيْتُ أمّ العيالِ أنْ تمنع العيالَ من الاقتراب من
الغرفة ، وأجابَتْ بهينمتِها المتبرمة ، ولكني لم أعبأ بها _ أبدأ في تذكر المشهدِ
واستعادة تفاصيله على مهلٍ .. ثم أحَوِّرُ في التفاصيل وأقحم نفسي في السياق .. أنا
_ وليس الصافعة _ من سيقوم بمهمة الصفع المقدسة .. ولن أكتفي بصفعةٍ واحدةٍ فقط ؛
هذا تفريطٌ في استغلالِ الموارد الضخمة الواسعة الشهية الرجراجة !
وعلى الرغم
مني تتدخل بقية من الضمير في القصة الجنسية الخيالية التي أصوغها.. ويصرُخُ فِيَّ
ما بقي من ضميرٍ بأن أرعوي ؛ بأنّ ما أفكر فيه لا يليق ، حتى لو كان خيالاً .. فأحاولَ أنْ أزجرَه ، ولكنّه لسببٍ ما لا
ينزجرُ .. ولا يغادر الساحةَ إلا بعد أن رَضِيَ عن إفساده لكل ما كنْتُ أبنيه ولكلّ
ما كنْتُ "أنْهِضُه" ..
وكأنّ هذا "الإفسادَ
الضميريّ" لا يكفي فقد وصلَني صوتُ بكاء ابني الأصغر ثم صوتُ تأنيبِ أمِّه ثم
صوتُ احتجاج أخيه الأكبر ؛ لا يحتاج الأمر إلى شيرلوك هولمز ليفسر أن الأكبر ضرب
الأصغر وتدخلَتِ الأمّ فدافع الأكبر عن نفسه .. لقد فسَدَتِ " الجلسةُ "
تمامًا !
أقوم على
عجلٍ ، وأفتح بابَ الغرفة فيسرعُ إليّ الصغيرُ باكيًا ، ويظهر الخوفُ على ملامح
الكبيرِ ، وتحاول أمُّهما شرحَ ما حدثَ ، ولكني أصرخ بالجميع :
- « لا
أريد أن أسمع شيئًا ؛ ( عادل ) اعتذرْ من أخيك الصغير ، وقبِّلْ رأسَه ! »
ابني
الأكبر ينظرُ إليّ في ريبةٍ : منذ متى كان هذا إجراءً متبعًا في هذا المنزلِ ؟ ..
وأفكر أن معه حقًّا .. ولكني أرغب في أقصر الطرق لطرد الولدين من الصورة ؛ إنّ لي
همةً في الفرد الثالث الذي لمْ أنجبْه ولكنه يشاركني الشقة !
ويستجيب
الأكبر فتبدو على ملامح الأصغر أمارات الاستياء ؛ لقد أراد أن تكون العقوبة مؤلمة وموجعة
وليس اعتذاراً وتقبيلَ رأسٍ ! .. ولكني بعد أنْ أفسد عليّ ضميري التفكير فيما ليس
من حقي قد انصرف تفكيري فيما يحقّ لي وأحق له .. وهو واقفٌ على بعدِ خطواتٍ ، فلا
يفصلني عنه إلا خروج الطفلين من المشهدِ !
- « حسنًا
، أنتما الاثنان إلى غرفتكِما ؛ لتناما .. لا أريد أن أسمع اعتراضًا ! »
كان الغضبُ
لا يزالُ في ملامحي وصوتي ، فلم يعترضا ، وجرجرا رجليهما لغرفتِهما ، وعندما
اطمأنَنْتُ إلى خلوّ الأجواء تقدَّمْتُ من ربة المنزلِ في جلبابها العمليّ - لا
فرصة للتأنق عندما يُطْلَبُ منك أن تدير سيركًا كالذي تديره هذه الصابرة الطيبة ..
وبدون حوارٍ لفظي أدنو منها ، فتتنقل ملامحها من الإرهاق إلى الدهشة ، حتى تتلامس
شفتانا ، ثم أقبلُها بعنفٍ - كأننا مراهقان كنا نستتر من أعين أولياء أمرِنا ؛ فما
إنْ أتيحَتْ لنا الفرصة حتى شغلناها بما هو مهم - الكلام ؟ هذا مقدورٌ عليه أمام
أعين الجميع فلنرجئه لما بعدُ ، أما التقبيل واللمسُ فلا فرصةَ له إلا في هذه
اللحظة الضيقة ؛ من الغريب أن يتسبب الأطفال للآباء فيما كان يتسبب فيه الأجداد من
قبلُ !
وفي البداية تضطرب حركتُها أنْ أُخِذَتْ على حين
غرةٍ .. ولكنها سرعان ما ترد القبلة بمثلِها .. وهذه المرة لا يتدخل الضميرُ
ليُشْعِرني بالذنبِ .. وأي ذنبٍ فيما أفعله ؟ .. فأتمادى ؛ نعم ، إنني أريد
تقبيلَها وفعلَ ما هو أكثر من التقبيل ؛ ما نتج عنه هذان الصغيران المطرودان إلى
غرفتِهما قبلَ قليلٍ .. ولكني أرغبُ بالإضافة إلى ذلك في شيءٍ آخر ... وأقطع
القبلةَ الطويلةَ لأقول لها على عجلةٍ :
- « لنقلْ
إن عفويةَ اللحظة قد أعدَتني ، فجرأتْني على أن أصارحَكِ بشيءٍ أخفيتُه عنكَ طيلة
تلك السنين »
زوجتي التي
خففَ من هزلِها تحملُ المسئولياتِ - تعودُ إلى طبيعتِها القديمة ، وترد في معابثة
:
- « زوجة
ثانية ؟ »
أفكر في
أنْ أردّ ردًّا هازئًا من نوعية : "من بُلِيَ بواحدةٍ طُعِّم منْ أن يكرر
الغلطة !" .. ولكني أفكر فيما أنا مقدمٌ عليه فأرعوي :
- « مَنْ
وُهِبَ أجملَ ما في الأرض لم يطمَعْ في مزيدٍ ! »
وعندما
سُرَّتْ بالرد المتملقِ ، سُرِرْتُ بسرورِها ، ثم عاودني القلقُ لما أنا موشكٌ على
قولِه :
- « إنني
أرغبُ في أنْ .. أن .. »
- « تَنِيك
؟ »
ذكرياتٌ
بعيدة من زمالتِنا في الجامعة تعودُ إليّ ؛ لطالما كانَتْ أجرأ فتاةٍ في الجامعةِ
كلِّها ، ولكنْ مشاغل البيت والأولاد قد حجّمَتْ من هذه الجرأة .. من هذا المجونِ
للدقة ، فإنها ليسَتْ جرأةً فحسبُ .. والآن تعودُ لجرأتِها ومجونِها القديم ،
ويعديني مجونُها فأقولُ :
- « ليس
بالضبطِ .. أعني .. نعم ؛ تنويعٌ على هذا ! »
زوجتي
الصابرة المجتهدة ربة المنزلِ تلقي بكلّ ذلك ، وتلقي معه بشرقيّتها في سلة
المهملات ، وتدنو مني لتهمس في أذني :
- « جَرْد
السنة »
أحدق فيها
للحظاتٍ .. هناك زغاريدُ تجلجل في رأسي ، ولكني لا أصدق أنْ يكون الأمر على هذا
النحو .. لا .. لا .. هذا في الأغلبِ شيءٌ آخرُ غير ما أفكر فيه .. ولكنْ ما
الضررُ من أنْ أسألَ :
- « هذا
..هو .. ؟ »
- « اسم المجلد
الذي تضع فيه كل الأفلام والصور والقصص الجنسية على حاسبك .. نعم ! »
مهلًا ! ..
مهلًا ! .. هذا يعني أنها تعرف كلَّ ما أريد أن أطلعها عليه.. واو !
- « ... »
- « حسنًا
يبدو أن القط أكل لسانَكَ .. لهذا سأسهل عليكَ الأمورَ ؛ مجلد اسمه ( جرد السنة )
ما الذي يدفعني لفتحه ؟ .. فضولٌ ؟ .. شكٌّ في وفائك لي .؟ .. أيًّا يكنِ الدافعٌ
فهذا أمرُ يستحق " العقوبة " ، أليس كذلك ؟ ثم عندما فتحْتُه وعلمْتُ ما
فيه ، لماذا لم أخرجْ سريعًا ، وأترك لك خصوصيَّتَكَ ؟ بل إنني أمضيْتُ وقتًا
طويلًا أطالع كلّ ما فيه .. فهذه ثانية .. ثم إنّ هذا الاكتشاف لذلك المجلد كان
قبل أشهرٍ من الآن ، وقد تكررَتْ زياراتي لذلك المجلد مراتٍ ومراتٍ خلال هذه
الأشهر ، فهذه ثالثة .. ثم إنني قد علمْتُ
من السرعة الفائقة التي يزداد بها حجمُ هذا المجرد أنّ ما فيه يشكل جزءًا أساسيًّا
من رغباتك .. ومع ذلك فأنا لم أصارحْكَ بذلك .. وتركْتُكَ لما أنتَ فيه .. فهذه
رابعة .. وهناك خامسةٌ ولكني أخجلُ من إعلانِها ! »
هذا جيدٌ ؛
إنها تخجل بعد هذا كله .. لقد ظنَنْتُ لوهلةٍ أنني في حضرة قاضٍ بمحكمة الأسرة أو
ضابط في شرطة الآداب !
- « دعيني
أخمِّنْ هذه الخامسة »
- « أوووه
! »
هل قالَتْ
" أووه ! " ، وغضَّتْ بصرَها ، وتورد خداها ؟ .. هل هذه زوجتي الجريئة
المقدام ؟ أمْ أنّ تلك الجرأة كانَتْ واجهةً لإخفاء هذه الـ " أووه "
وأخواتٍ لها كثيرات .. من الغريبِ أن تفاجئك زوجتُك بجانبٍ منها لمْ تكنْ تعلمه
بعد سنين طويلة من الزواج !
عقلي يشير
إليّ في عجلةٍ أنْ أستغلّ الفرصةَ .. .. في النهاية لقد رأتْ " جردَ السنة "
وتعلم ما فيه !
وضميري يؤمن على الطلبِ : مع هذه - نعم ، مارسْ
ما شئتَ .. مع فتاة لا علاقة لك بها - لا ، حتى لو كانَتِ الممارسةُ في خيالك ولا
وجود لها في الواقع ..
ومنْ أنا
لأردَّ أمرًا يطالبني به عقلي ويسمح لي به ضميري ؟
- « لنقلْ
_ فرضًا _ أنني سأسيرُ الآن إلى هذه الأريكة لأجلس عليها - ربما كان الدافعُ وراء
ذلك رغبتي في الاسترخاء .. ربما هناك مبارة كرة قدم تذاع الآن وسأشاهدها .. ربما هناك
فتاة شقية على وشك أن تتمدد مستلقية على فخذيّ ، لتتلقى عقابَها .. الاحتمالات
قائمة .. لا شيءَ مؤكدًا وراء هذا الفعلِ
! »
خداها
يزدادان تورّدًا .. وأعصر ما فيّ من تحكم بالنفسِ حتى لا ألتهمها في التو واللحظة ؛
هذه الفتنة التي غطتْها سنون من "التعود" الذي يفضي إلى الملل .. تنجلي
عن جسد فتانٍ ووجه مشوقٍ وحبٍّ يتجاوز الرغبات الجسدية ، وإنْ كانَتْ تلك الرغبات
الجنسية تشعل ذلك الحبَّ كما تشعل غيرَه ..
وأسير
بخطواتٍ هادئة لأجلس على الأريكة .. ثم أكملُ تحقيقَ ما أمر به عقلي :
- « ولكنْ
لنفترض هذا الفرض الثالث الأخير .. أنّ سببَ جلستي هذه على الأريكة أنّ هناك فتاة
شقية .. وأنّ هناك عقابًا على وشكِ أنْ يقع .. من وجهة نظرك العلمية البحتة كيف
يفترض بهذا العقاب أن يسير ؟ .. ملحوظة : بإمكانك الاستعانة بما اطلعْتِ عليه في
ذلك المجلد الذي اعترفْتِ بكونك مذنبة بالاطلاع عليه »
تعلو
شفتُها ابتسامة سريعة ، ثم تستحضر سمْتَ المذنبة البريئة ، الشقية المطيعة ،
المؤدبة اللعوب ، الخاضعة المستقلة .. تلك الخلطة التي لا تحسنها إلا امرأة !
كم مَرَّ
على زواجِنا ؟ سبع سنين .. لماذا لمْ
تنظرْ إليّ من قبلُ بهذه النظرة المنكسرة الفاتنة ؟ ولماذا لمْ أسمعْ منها من قبلُ
هذا الصوت الخاضع اللذيذ ؟ .. لماذا لمْ تخصني ربةُ المنجم بكنوزِها تلك إلا
الساعة ؟
- « أنا
آسفة ! »
لا تسرفي
في لعبكِ بقلبي ، فهو ملكُكِ ..
- « لو كان
أسفٌ ينجي من عقابٍ لأنجاكِ يا أملحَ الناسِ .. ولكني قد سألْتُ سؤالاً فأريد
جوابَه »
تستمرّ
فتاتي التي ردّها الدلالُ سنينَ إلى الوراء في نظراتِها المتوسلة ، وأجاهد حتى لا
أقع في غوايتِها .. ثم لما آيسَتْ مَنْ أن ينجيها الدلالُ استعانَتْ بالذي لا
يُرَدُّ .. وفي ثوانٍ كانَتْ ملابسُها قد التصقَتْ بالأرضِ .. وبدأتْ في الاستعراض
.. متى كانَتْ آخر مرةٍ رأيْتُها عاريةً في هذا المكان من الشقة ؟ متى كانَتْ آخر
مرةٍ رأيتُها عاريةً في أي مكانٍ من الشقة ؟ حتى الجنس صار يُخْطَفُ خطفًا منذ
صارَتْ أمًّا وصرْتُ أبًا !
وفي قلة
الممارسة دفاعٌ أحتجّ به لما أنا فيه من سيلان لعابٍ وجحوظِ عينين وهيئة منكرةٍ ؛
أنا لمْ أرَ هذه المفاتن منذ أزمانٍ .. ولكنْ حتى لو فعلْتُ ؛ حتى لو كانَتْ
دائمًا عريانة تحت بصري .. لظل بصري طامحًا إلى تلك المفاتن ، ولظل جسدي بقلبِه
وعقلِه يميل حيث تميل ..
- « أرجوكِ
.. بعضَ الرأفة ! »
ابتسامتُها
الظافرةُ تزيد عريانيّتَها جمالاً على جمالِها :
- « مَنِ
الذي يفترض به أن يترجّى الآخر في هذا الموقفَ ؟ »
هل هذا
حثٌّ مشاكسٌ على التعجيلِ بعقوبتِها ؛ إنها تريد مِنْ هذا مثلَ ما أريد !
- « لو لمْ
تنتقلي إلى هنا حالًا ، فستمرين على المطبخِ في طريقكِ إليّ وتأتينني بملعقة الخشب
من هناك ! »
كان هذا
تهديدًا فارغًا ، ولكنْ في سرعة البرق خفَّتِ الفتنةُ الماشيةُ على رجلين إلى حيث
أجلس وهوَتْ في حجري كما تمنّيْتُ لسنين أن تفعلَ ، ثم قالَتْ في خضوعٍ :
- « آسفة !
»
أكنْتُ
أجلس سبع سنين على هذا الكنزِ ولا علمَ لي به ؟ .. ولو صارحْتُها لصارَحَتْني ، ولكنّ
الإنسانَ عدوُّ نفسِه ! ربما لا يعودُ ذلك التهديدُ فارغًا ما دامَتْ بهذا
التجاوبِ ..
يداي
تربتان على عجزها الملآن .. لقد كانَتْ أنحفَ في بداية زواجِنا .. ولكنّي لا أدري
بأي الحالَينِ أنا أولعُ .. لقد انتقلَتْ من حسن إلى حسنٍ .. التربيتُ لا يُرْويْ ،
فتغوص الأصابع غوصًا في البحر الزئبقي البضّ ، وتنادي على اللسانِ ليساهم ، فأمنعه
بالكادِ .. ليس هذا وقتُ الانشغالِ بالمفاتنِ " التقليدية " .. هذا ما
تمنيْتُه طيلة تلك السنين .. فلْأبدأْ به .. ثم بعدَ ذلك نلبي بقية الرغباتِ الأخرى
..
ثم لما
رفعْتُ يديْ لتنزل على الهدف المحبوب .. تذكرْتُ مشكلة الصوتِ .. صوتِ المؤخرة
العريانة التي تهتزّ تحت صفعات الراحة الولهانة .. هذا شيءٌ لا يصح أن يسمعه أحدٌ
غير صاحب الراحة وصاحب المؤخرة ..
ويبدو أنني لم أكنِ الوحيدَ الذي فكّر في مشكلة
الصوتِ تلك ، فقد انفتح التلفاز فجأةً وتحرك مؤشر الصوتِ الأزرق ليزداد عدة درجات
رافعًا الصوتَ إلى حيث يغطي على ما يوشك أن يقع .. ونظرْتُ مبتسمًا لحبيبة القلب
الممددة على حجري وهي تمسك بجهاز التحكم الذي كان مطروحًا على الأريكة ، وتنقر زرّ رفع الصوتِ نقرةً أخيرةً ، قبل أن
تعيدَ جهاز التحكم لمكانِه على الأريكة ؛ دائمًا ما تسبقني بخطوة تلك الحسناء
الذكية .. هذا وقتُ المكافأة .. يدي تعلو وتعلو ثم يتبينُ لها في عليائها فريسةٌ
لذيذة مكتنزة فتنصَبُّ إليها ؛
صفعة ..
- « آآآمم »
- « ليس
هذا هو الصوتَ المطلوبَ يا صغيرة ! »
صفعة أخرى
..
- « آه »
نعمْ ، هذا
أقربُ إلى الألمِ ، وإنْ بقي فيه من الشبق الكثيرُ !
صفعة ..
صفعة .. صفعة
- « إه..إه.
إه »
هذه أصواتٌ
تكاد تخلو إلا من التوجع .. فلولا أنّ مصدرةَ الصوتِ تزيد من تقعر ظهرِها فيزداد
ردفاها الحسناوان إغراءً ويزدادُ ما بينهما انكشافًا - لولا ذلك لظنَنْتُها
مستاءةً مما يجري .. ولكنْ إمعانًا في التأكد .. أتوقف لثوانٍ عن الصفعاتِ ، فيبدو
لي من قلقلة الجسدِ الشهيِّ رغبتُه في المزيدِ .. ولكني مصرّ على أنْ أسمع الطلبَ
صوتًا .. وتعلم حبيبة القلبِ ما أريده ، فتهم بقولِ شيءٍ ، ولا تجرؤ - عرفْتُ ذلك
من هزة رأسِها بعد أن ندا عنها صوتٌ خافتٌ .. وتجدُ لذلك حلًّا ؛ فتغوصُ الرأسُ
الحبيبة في الأريكة خجلًا حتى يجرؤ اللسانُ على المصارحة :
- « المزيدَ
! »
فلتحل بي
اللعناتُ إنْ لم أستغلّ هذا استغلالَ بنكٍ لعملائه :
- « لم
أسمعْ ما قلْتِه ، هلّا كرّرْتِه رجاءً ! »
الصوتُ
الحيّي الذي لم أتصوّرْ من قبلُ أن يصدر عنها .. وبالإنجليزية :
- « فَكْ
يُو ! »
- « إجابة
خاطئة .. يا صغيرة .. إجابة خاطئة .. وسيدفع هذان البضان ثمنَها في التو واللحظة !
»
صفعة ..
صفعة .. صفعة ..
صفعة ..
صفعة .. صفعة ..
صفعة ..
صفعة .. صفعة ..
صفعة ..
صفعة .. صفعة ..
كنْتُ قد
انشغلْتُ بالرتم لثوانٍ .. فلم أنتبهْ إلا لانتشار اللون الوردي في الردفين
المثقلين .. وصوتُ تأوهاتِها الرقيق الذي يستتبع كل صفعةٍ كأنه توقيع موظف حكومي
على أوراق روتينية .. فتوقفْتُ لثوانٍ ، ومرةً أخرى جاءني الحثّ الخجولُ :
- « المزيدَ
، رجاءً ! »
- « هذا
يفترضُ به أن يكون عقابًا ! »
- « وهذا
ما يجعله يلذ لي ! »
هذه المرة
كان الصوتُ بالفعلِ على مشارف ألا يُسْمَعَ ..
- « هكذا
إذنْ ! انهضي يا صغيرة ، هذا العقابُ لن تبلّغَه يدي وحدَها »
انهمرَتْ
عليّ التوسلاتُ ؛ ستكون فتاة مؤدبة .. فتاة صغيرة مؤدبة .. وستسمع الكلامَ .. ولن
تكرر ذنبَها مرةً أخرى _ وأنا لا أدري أساسًا ما هو هذا الذنبُ ! _ ولكنْ يبدو أنّ
لعبَ الدورِ قد راق لها .. ومنْ بين توسلاتِها عاودني الخوفُ مِنْ أنْ أكونَ
أتجاوزُ في حقّها وأنا لا أدري .. وبدا ذلك جليًّا على ملامحي ، إنني أريد أنْ
أجاريَها ، وأخشى الطغيانَ ..وقبلَ أنْ أقولَ شيئًا عاجلَتْني همْسًا :
- « لتكنْ
كلمة الأمان ( جرد السنة ) .. ولكنْ لا تفسِدْ عليّ الجوَّ كلّ بضعة دقائق بملامح
الوجل التي تنتابك هذه .. »
ثم تضيف بالإنجليزية
:
- « يو نُو
؟ جْرُو أ بَيرْ .. ! »
أما وقد ذهبَتْ
كلمة الأمان تلك بمخاوفي .. فسيأتيكِ من التيستسترون ما سألْتِه وزيادة !
- « ركبتاكِ
على طرف ذاك الكرسي ، ويداكِ على مسنديه ، ولا تلتفتي وراءَكِ حتى آذنَ لكِ »
هذه المرة
لا أعبأ بالتوسلاتِ التي تسوقُها على مسمعي، وأقتربُ منها خطوةً .. فتهرعُ إلى
الكرسي وتفعل ما أمِرَتْ ، وهي تعتذرُ .. وأتركُها لاعتذاراتِها وأتوجه إلى المطبخ
؛ إلى تلك الأداة المطبخية البريئة المصنوعة من الخشب لتتحمل حرارة الطبخ ،
فحولْناها نحن إلى منتجة للحرارة بدلًا من أنْ تكون متحملةً لها !
وفكّرْتُ
في مَنْ ستستقبل الحرارة على يد تلك الملعقة بعد ثوانٍ ؛ إنها ممثلة بارعة ..
وذعرُها يبدو ذعرًا حقيقيًّا ، ولكنْ في أعماقي أعلم أن جزءًا من هذا ليس تمثيلًا
.. إن بإمكانها أن تُوقِفَ ما يجري في أية لحظة - هذه حقيقة .. ولكنّ التظاهر بأن
ما يحدث خارج عن إرادتِها ، وأنها لا تملك له دفعًا هو ما يسبّب التشويق كلَّه ..
تمامًا كما تقنِعُ نفسَك أنك لن تذهب إلى حفلٍ
ما قد دعيْتَ إليه .. ثم مع اقتراب ميعاد الحفلِ تبدأ في ارتداء ملابسك الرسمية -
هذا ليس إجبارًا على الحضورِ ؛ إنه استعدادٌ فحسبُ .. ثم تبدأ في التجهز للخروج من
البيت - لا يزال استعدادًا فحسبُ .. ثم تركب السيارة .. ثم تقتربُ من مكان الحفلِ
.. لا زال الخيارُ أمامَكَ .. ثم قد تذهب إلى ذلك الحفل ، وقد تعود مرةً أخرى
لمنزلكَ بدون أنْ تذهبَ .. ولكنّ أحدًا لا ينكر أنّه في خضم هذا كلّه ، فإنك أنتَ
شخصيًّا لمْ تعلمْ إلى أين ستسير الأحداثُ .. أعتقد أنّ ما يجري هنا شيءٌ مشابهٌ
.. النفسُ البشرية ليسَتْ معادلة صفريةً .. هناك الكثير من درجات الرمادي ..
وعليه ،
فعلى الرغم من وجود كلمة أمانٍ ، فإنني سأضيف قيودًا من عندي على الجانب الجسدي من
هذه " العقوبة " ، أما الجانب النفسي التهديدي الوعيديّ فخطره أقلّ ،
وتشويقه ومُتْعتُه أكبر ، فلْتَكُنِ القيودُ عليه أقلّ بكثيرٍ ..
وعندما
عدْتُ للفاتنةِ في وضعيتِها التي أمرْتُها بها ، بدأتُ في الجانبِ النفسيّ ذاك :
- « بإمكانكِ
أن تلتفتي إليّ الآن »
العينان
الجريئتان قد خلتا من الجرأة إلا قليلًا - فذاك القليلُ هو ما نستهدفُ !
- « تعلمين
ماهية هذا الشيءِ الذي أمسكُ به الآن بالطبع »
تهزّ
رأسَها بالإيجابِ ، فأقول في غلظة مصطنعة :
- « الإجابة
تكون باللسان يا صغيرة »
- « نعم ،
إنها ملعقة خشبية .. يا سيدي ! »
سيدي ؟ ..
إنها لا تزال تتقدمني بخطوةٍ ! .. حسنًا ؛ سيدي سيدي !
- « وما
الذي سيصنعُه سيدُكِ بها بعد قليلٍ ؟ »
- « سيعاقبُ
فتاتَه الصغيرة بها حتى يطمئنّ إلى أنها قد تعلمَتْ درسَها ، وبالمناسبة فهي آسفة
جدًّا وتعِدُ أن تكون أكثر طاعةً في المستقبلِ »
تبًّا ! إن
مجاراتَها مستحيلة ؛ لماذا لمْ أتزوجْ امرأةً أقل مني ذكاءً أو مساويةً لي في
الذكاء ؛ هذه هي نتيجة الطموح الزائد !
ما الذي
أقوله الآن ؟ فلتكنْ همجية ذكورية بإزاء الذكاء الأنثوي :
- « عودي
لاستقبال الحائط ببصركِ .. أيُّ التفاتٍ بدون إذنٍ .. أو حركةٍ تتزحزح معها يداكِ
أو ركبتاكِ عن أماكنِها ، ستزيد العقابَ طولًا وشدةً .. هذا مفهومٌ يا صغيرة ؟ »
الصوتُ
العقلاني المغلَّفُ بالفزع يزيد من التباين بين الهمجية الذكورية والذكاء الأنثوي
:
- « نعم ،
يا سيدي .. أنا طوعُ أمرِكَ ، يا سيدي »
أعودُ
لتأملِ الجسد الحبيبِ بعد أن غاب عني بصرُه .. ويتعلق بصري بالردفين الورديين ..
يا ما أملحَهما ! .. والقادمُ أحمرُ ! ..
أجاورُ
الجسدَ الحبيبَ وأرفع الخشبَ القاسي ليهوي على الجلد البض اللينِ ، وتنهزم القسوة
أمام الليونة البضة ، ولكنْ لكل نصرٍ ثمنُه ؛
طققْ !
- « أأيي
!! »
صوتُ
التلفازِ يغطي بالكاد على صوتِ الصرخة الباكية ، فأسير الخطوات القليلة التي
تفصلني عن جهاز التحكم عى الأريكة لأرفع الصوتَ درجاتٍ حتى يقف على أعتاب الصراخِ
هو الآخر ، ثم أعودُ لـ " صغيرتي
" التي تنتظر تمامَ عقابِها ، وهذه المرة أزيدُ الأمرَ حميميةً بأن أحيط
خصرَها بيدي اليسرى ، فيلتصق كثيرٌ من جسدي بكثيرٍ من جسدِها .. وأمرّرَ الملعقة
على الجلد العاري ، فتهِرُّ الحسناء ترقبًا لما توشك أن تفعله بها تلك الملعقة
الشريرة .. وتأتي الهجمة الخشبية الثانية على الأراضي الناعمة المملوءة عسلًا
ولبنًا ، وهذه المرة لا تقتصر الهجمة على ضربةٍ واحدةٍ ؛
طقْ ! طقْ
! طقْ !
- « إه إمممممهم
!!!! »
الصرخةُ الباكيةُ
تمسكُ بها الشفتان في آخر لحظة قبل أن تغادرَ الفم العذبَ ؛ إن مدافعة الصراخ
ومدافعة البكاء أشد وطأة من الصراخ ومن البكاء ؛ هذه هي نهاية قدرتي على التحمل ..
حتى لو لمْ تنطقْ كلمة الأمانِ بعد ؛ حتى لو كانَ في قدرتِها هي بقيةُ !
فألقي تلك
الملعقة الشريرة على الأريكة ، وأغلق هذا التلفاز الصارخ ، ثم أنْهِضُ حبيبةَ
القلبِ التي لا تزال تعاني آثارَ ما بعد المعركة الخشبية ، وأؤيها في حضني ، وقبل
أن أسوق اعتذاراتي على الإفراطِ ، تسبقني هي _ كالمعتاد _ ، وبصوتٍ باكٍ تقول في أسى :
- « أنا
آسفة .. أنا آسفة .. أعدُ أنني لن أكرّرَ ذلك أبدًا ! »
تكرر ماذا
؟ .. ولكني لمْ أشأ إفسادَ المشهدِ ما دامَتْ هي منخرطةٌ فيه :
- « ششش شش
! .. الأسوأ صار في الماضي الآن .. ذنبٌ فعقوبة فكأنْ لمْ يكنِ الذنبُ .. ولكنْ لو
تكرر ما حدث .. »
الذي لا أعرف
ما هو .. ولكنّها تقاطعني :
- « توبةً !
.. لنْ أعودَ إلى مثلِها أبدًا !.. توبةً !»
ثم كأنّ
هذا الصوتَ الباكي الصادق لا يكفي فقد أزاحَتْ رأسَها قليلًا مبتعدةً عن صدري ،
لتريني رأسَها الحبيب الذي يهتز بسرعةٍ في نفي قاطعٍ لأي احتمالية لتكرار "
الذنب" الغامض ، بينما العينان اللذان لم تقعْ عيناي على أحسن منهما من هذه
الدنيا يتطلعانِ إليّ _ على مشارف البكاء _ في صدقٍ شاعريّ مؤثرٍ ..
وأتوه في
هذين العينين .. هل أعتذرُ ؟ ..هل أتجاوز هذا كلَّه وأقبّلها ؟ .. هل أستمر في لعب
الدور المسيطر هذا ؟ ..وقبل أنْ أفعل شيئًا أو أقولَ شيئًا تسبقني _للمرة المليون ربما
منذ بدأتْ علاقتُنا _ وتخرج من لعب تلك الشخصية الخاضعة مبتسمةً ، وهي تقول :
- « هل كان
هذا عندك كما هو عندي ؟ لأنني أرغبُ في تكرار هذا كلما أمكن ! »
- « مع
تخفيف حِدّتِه ربما .. إنني لا أريد إيجاعكِ ! »
تلوح
الحسناءُ التي استعادَتْ جرأتَها بعد خروجها من لعب دور الخاضعة - بيدِها قائلةً :
- « لقد
أنجبْتُ طفلَينِ .. لو كان الألمُ ينهاني عن شيءٍ لما أنجبْتُ الثاني ! »
هذه الذكية
المتذاكية .. العريانة !
- « أنا
أحبكِ ! »
واو ! لقدْ
كانَتْ هذه فلتةً قد تستغلها حبيبة القلبِ التي لا تهوى التصريح بحبها ؛ لو كررَتْ جملتَها الإنجليزية تلك فستصيبني في
مقتلٍ ، وبالطبع فقد فعلَتْ :
- « جرُو أ
بَيرْ ! »
- « لو
سمعْتُ هذا التعبيرَ مرةً أخرى فستعودين لمكانكِ من الكرسيّ .. أين تلك الملعقة ؟ »
- « آسفة
.. آسفة »
هل كان هذا
التوسل تمثيلًا منها ؟ كرامتي الرجولية تخبرني أنه ليس تمثيلًا بل هي خائفة فعلًا
من بطشي وقوتي ، ولكنّي أذكى من أنْ أصدقَ أي شيءٍ يوصف بـ " الرجوليّ "
؛ إنها ممثلة بارعة فحسبُ ، وإنْ وُجِد شيءٌ آخرُ فهو من أجلِها هي أولًا .. فإنْ
شاركْتُها فيه فذاك ، وإلا فزمنُ " طاعة الزوج " هذا قد ولى إلى غيرِ رجعةٍ
..
ولكنْ لِنَلْهُ بتلك الفكرة العتيقة التي خرجَتْ
من أرض الواقع إلى مسرح الألعاب الجنسية :
- « هل لي
أنْ أعرضَ على أميرتي حمْلَها إلى سريرِها .. متمنيًا أن يتلو ذلك تكرمها عليّ
بإغداق متعِها المقدسة على هذا الجسد الولهان »
- « ولماذا
لا تحمل الأميرة نفسَها إلى سريرِها بنفسِها يا سيدي الفارس ؟ »
- « معكِ
حقّ ؛ فمهما كان هذا الفارسُ قويّ الجسد ، فهو قطْعًا لا يستطيع حمْلَ كلّ هذا وحده
! »
بووم !
بوووووم ! أنا فخورٌ بهذه الضربة تحت الحزام .. وجهُها في هذه اللحظة تصلح صورتُه أيقونةً
للمفاجأة والشعور بـ " الغدر " !
وعلى
الرغمِ منْ قوة التعليق ، إلا أنها بـ " جنتلمانيتها " المعهودة قد
مدّتْ لي قبضَتَها كالمعترفة لي بالإجادة ، فقابلْتُها بقبضتي ، ثم حاكَتْ
القبضتان آثار انفجارٍ عظيمٍ حصل في أعماقهما ..
إني أحبها
بجنونٍ ؛ هذه المساوية لي إن شاءَتْ ، المسيطرة إن شاءَتْ ، الخاضعة إن شاءَتْ -
لنكُنْ واقعيين ؛ إن الأمر إليها في النهاية .. كما كان منذ البداية !
*****
لماذا
ارتدَتْ ذلك البنطال الضيق ؟
لماذا
تعمدَتِ الانحناءةَ المغريةَ تلك بينما " تتظاهر " بالانغماس في مطالعة
الهدايا لتنتقي منها واحدة ؟
الآن كل ما
يشغل بالي هو صورة هذين الكوكبين الدائريين وهما يحاولان تمزيق ما يحول بينهنا
وبين عينيّ .. وأتذكر تلك الليلة عندما ألهبْتُ هذين الكوكبين بالصفعاتِ ..
تبًّا !
نحنُ في الطريق العام ، ولكني لمْ أستطِعْ منْعَ نفسي من صفعةٍ أخرى في الحاضر
تجاوب ذكرى صفعات الماضي .. وكان ارتطامُ يدي بالهدفِ المنشودِ كما تصورْتُه ؛
لذيذًا ، مرويًا ، مغريًا بالمزيد !
طاااخ !
ثم عاد
إليّ عقلي .. بينما هي تنتصب واقفةً :
- « نحن في
الطريق يا غبية !! »
معك حق ،
ثم إن هناك مشكلة أخرى ، وهي أنني _ أثناء إعدادي لهذه الخرجة _ كنْتُ لا أزال
أتقلقل بين أنْ أسدلَ الستارَ عما حدث بيننا ، وأنْ نعودَ " صديقتين "
ولا شيءَ أكثر من ذلك .. وبين أن أصارحَها تلميحًا إلى رغبتي في المزيد من الليالي
الحمراء !
ولكنّ
صفْعَ مؤخرتِها بهذا الشكل ، وفي مكانٍ عامّ ، لم يكنْ خياراً مطروحًا ! .. ولكنّ
عذري هو أنّ مؤخرتَها هي التي بدأتْ !
أحاولُ
تجاوزَ كل ما يدور في ذهني وأشير إلى المعروضات خلف زجاج العرض:
- « هل
أعجبكِ شيءٌ ؟ »
ومرةً أخرى
تعود لتلك الانحناءة الملتهبة .. لو استمرَّتْ فيها أكثر من ذلك فسأصابُ بالحمى !
ثم لحسنِ
الحظ أو لسوئه فقد انتهى العرضُ بسرعةٍ ، ودخلَتْ إلى المحلّ .. فتبعْتُها ..
وتمَّتْ
عملية الشراء على عجلٍ .. ثم خرجْنا من المحلّ على عجلٍ .. أنا أعرفُ يقينًا أنّ
كل ما مهّدْتُ له من مقاومةٍ لمشاعري تجاهها .. من ضبطٍ لنفسي في حضرتِها .. من
نسيانٍ تامّ لكل ما جرى في تلك الليلة من أفعال " غير لائقة " بيننا ...
كلّ هذا قد تبخر بنظرةٍ واحدةٍ إلى
مؤخرتِها ... فكيف بالنظر إلى مقدمتِها ؟ .. أنا غارقةٌ في هواها !
وعندما
مررْنا بذلك الزقاق المظلم لمْ أستطعْ كبحَ جماح شهوتي أكثر من ذلك .. فتسللتْ يدي
إلى أحب مكانٍ إلى قلبي .. نظرتُها تنهاني
عما أفعله ، واللزوجة التي تمسها أصابعي في " ذلك المكان السريّ " تحثني
على الاستمرارِ .. ثم اتّحدَتْ رسالة العينين مع برقية " المكان السريّ
" .. هذه النظرة الشهوانية في الأعلى تحكي اندفاع الرطوبة واللزوجة في الأسفل
.. وأنا أستقبل هذه النظرة الراغبة المغرية ، ثم أرفع يدي إلى فمي لألعق ذلك البلل
الصادق المعبر .. فأكاد أجنّ رغبةً فيها ..
وعندما
عدْنا لعمارتِنا .. كان كلّ ما أريده هو أنْ أفعلَ بها ما فعلْتُه بها تلك الليلة ؛
تلك الليلة الحمراء- حقيقةً لا مجازًا !
لحسنْ
الحظّ أنّ أبواي قد اصطحبا أخي الصغيرَ إلى طبيب الأسنان ؛ الشقة لنا :
- « وَنَا
كَمْ ... إنْ ؟ »
ها ها ! ..
بالطبع إنها تريد .. تريد الدخولَ و"الدخولَ" ! .. لقد كانَتْ يدي في
سروالِها قبلَ قليلٍ .. وأعلم ذلك علمَ اليقينِ !
ولكنّ
صديقتي تهزّ رأسها ، وكأنها لا تصدق مجوني ، وعيناها الفاتنتان تحويان مزيجًا من
عواطف متناقضة تغطي طيف الحب والكره كلّه ..
ثم فجأةً
تتركني وحدي ، وتصعدُ لشقتِها !
ظلَلْتُ
واقفةً لثوانٍ ، وأنا أحاولُ تخمينَ ما حدثَ .. لماذا غادرَتْ ؟ .. نعم ، أنا لمْ
أخبرْها أن الشقة خِلْوٌ من أبواي وأخي .. ولكنّي كنْتُ على وشك إخبارِها بذلك ، لقدْ
أردْتُ أنْ أبدأ بتلك الدعابة أوّلًا.. فلماذا غادرَتْ ؟
هل ظنَّتْ
أنني أهزأ بشدة رغبتِها التي " لمسْتُها " قبل قليلٍ .. حرفيًّا ؟ ..
تبًّا ! لأنا أشدّ منها رغبةً ، فلا شيءَ يُسْتَحى منه ! إني أريدُها .. عاريةً ..
على حجري .. الآن !
ثم فاء
إليّ عقلي : حسنًا ، هناك حلٌّ بسيطٌ .. سأدخل الشقةَ وأتصلُ بها !
****
يبدو أنني
موشكةٌ على النومِ فعلًا !
هذا غريبٌ
.. إن الليل لا يزالُ في أولِه .. ولكنْ لعلّ عقلي راغبٌ في لقاء حبيبتِه .. ويعلم
أنه لا سبيلَ إليها في اليقظة ؛ لأنّ شقتي وشقتَها ليسَتْ قاصرةً علينا .. ومِنْ
ثمّ فقد رأى أنْ ينامَ حتى يقابلَها ..هذه فكرة رومانسية : حسنًا ، فلْأعِدّ منبّه
الهاتف المحمول.. أينَ هذا الهاتفُ المحمولُ ؟
تبًّا ! ..
تـــبـــًّا !!
عشرون
مكالمة لمْ يردَّ عليها .. وخمس رسائل .. وأنا لا أحتاج للاطلاعِ على المكالماتِ
ولا الرسائل لأعرفَ مُرْسِلَها ، أو مُرْسِلَتَها للدقة .. ما الذي أفعله الآن ؟
سأتصل بها
بالطبع .. لا داعيَ لقراءة الرسائل .. فلن يكون فيها خيرٌ على الأغلبِ .. سأتصل
بها مباشرةً ..
- « لماذا
لمْ تردّي ؟ »
هذا صوتٌ
غاضبٌ .. ربما كان عليّ قراءة الرسائل أولًا !
- « أنا
آسفة .. لقد كان المحمول على الوضع الصامتِ .. أنتِ تعرفينني : إنني أكره إزعاجه !
»
- « ألمْ
تقرأي الرسائلَ التي أرسلْتُها لكِ ؟ »
- « لا !
خفْتُ أن يكون فيها لومٌ لا أستحقه .. فرأيتُ أنْ أتصلَ بكِ مباشرةً »
- « قرارٌ
حكيمٌ .. اللومُ على ما كنْتِ غافلةً عنه هو لومٌ غيرُ مستحقّ بالفعلِ .. ولكنْ
ماذا عما فعلْتِه عمْدًا ؟ »
أوْ أوه !
إننا ذاهبتان في هذا الطريق !
- « هل
تقبلُ حبيبتي اعتذاري لو قلْتُ إنني فعلًا فعلًا آسفة ! »
حبيبتي ؟!
- « "
حبيبتي " ؟ »
تبًّا !
- « أعني
.. أعني - »
- « لا
تسحبيها !! ..حبيبتُكِ تريدُكِ الآن .. حالًا .. في هذه اللحظة .. انزلي بدون
تغيير ملابسكِ حتى ، أنا في انتظاركِ »
- « ولكنْ
.. أهلكِ .. »
- « إنهم
في الخارج يا سخيفة .. لماذا دعوْتُكِ للدخولِ إذن ؟ »
- « أوه ،
لقدْ ظنَنْتُكِ تتلاعبين بالألفاظ - »
- « دعي
عنكِ ذلكَ .. أنا . أريدكِ .الآن ! »
واو ! هذا
الصوتُ لي أنا ؟ .. سأوافيها بسرعةِ البرقِ .. ولكنْ :
- « سأرتدي
شيئًا لائقًا ، وأنزل مباشرةً !»
- « ما
الذي قلْتُه قبل قليلٍ ؟ بدون تغيير ملابسكِ .. ولكنْ بما أنني رقيقة القلبِ
فمسموحٌ لكِ بارتداء روب فوق ما ترتدينه ، ولكنْ لا أكثرَ من ذلك ! »
تبًّا !
- « ولكنْ
- »
- « لا
اعتراضات ، وإلا زادَتْ عقوبتُكِ ! »
ثم أغلقَتِ
الخطَّ مباشرةً ..
تبًّا !
هل أجرؤ ؟
الدمُ
يندفع إلى وجنتيّ ؛ أتُرَاني أجرؤ ؟ ..
فلأجرِّبْ
.. الحريرُ الناعم يلامس جسدي العاري ، فيصف كلَّ شيءٍ وصفًا تفصيليًّا ؛ درجةٌ
كاملةٌ لهذا الروب ؛ إنه لمْ يتركْ شيئًا لمْ يصِفْه !
هل أجرؤ ؟
..
صوتُ
والديّ في الصالةِ .. يتناقض تمامًا مع ما يجول في ذهني الآن .. ويدفعني دفْعًا
للتخلي عن الفكرة الجنونية ..
ولكنْ ..
حبيبةُ القلبِ أمرَتْ .. وأمرُها مقدّمٌ على كل شيءٍ آخرَ ..
آخذ نفسًا
عميقًا .. ثم أفتحُ بابَ غرفتي .. وبمجرد أن أخطو خارجَه أندمُ ندمًا بالغًا على
ذلك القرارَ الطائشَ .. ولكنْ لا تراجعَ الآن ! ..
لحسْنِ
الحظّ أنّ أمي في المطبخِ ، وأخي يوليني ظهرَه مقابلًا الحاسبَ .. المشكلة في أبي الذي
يحتسي الشاي ويقابلني تمامًا .. ولكنْ لحسْنِ الحظ أيضًا أنه مشغولٌ بالصحيفة !
أخطو
خطواتٍ عجلاتٍ ، وأنا أتمنى ألا يرفع عينَه عن الصحيفة ... في أي لحظة الآن قد
يرفع عينيه فأضيعَ .. خطوتان أخريان .. خطوة إضافية ..
حسنًا ،
لقدْ تجاوزْتُه !
ولكنّ صوتَ
خطواتِ أمي توشك على مغادرة المطبخِ _ولو غادرَتْه لرأتْني _ يعيدني لمخاوفي ،
فأقول على عجلةٍ ، وأنا أهرع إلى باب الشقة :
- « ماما !
سأنزلُ عند ( شيرين ) لبعض الوقتِ »
وقبلَ أنْ
يصلني ردّها كنْتُ قد فتَحْتُ البابَ وخرجْتُ ..
الآن :
المشكلة رقم ( 2 ) ؛ الجيران !
إن أفضلَ
طريقةٍ لتعلم السباحة هي إلقاء نفسِكَ في الماء بدون ترتيبات .. أو شيءٌ من هذا
القبيلِ .. وبناءً عليه : أقفز الدرجاتِ درجتين درجتين .. وأنا لا ألوي على شيءٍ ؛
كلما زادَتِ السرعةُ كلما قلَّتْ فرصةُ انكشافِ أمري ..
ثم تدنو
الشقة ، ويدنو معها الخلاصُ .. وقبل أن تطرق يدي العجلى باب الشقة ينتهي إلى سمعي
صوتُ خطواتٍ قادمة من الدرج السفليّ .. فأطرق البابَ بجنونٍ .. لو لمْ تفتحْه في
هذه اللحظة ، فسيراني الصاعدُ أو الصاعدةُ على الدرج ... وفي خلاصٍ ملحميّ تفتح
الآمرة بهذه المصيبة التي أنا فيها بابَ شقتِها.. فأهرع داخلةً ، وأغلق الباب خلفي
..
- « ما الذي
ترتدينه ؟! »
هل
اعترضَتْ لتوّها على ما تسبّبَتْ فيه ؟!
- « أمرُكِ
!! »
ثم جاءني
ما كنْتُ أرغبُ فيه ؛ التصفيرَ الماجنَ من الشفتين الرقيقتين بينما العينان
تلتهمان ما سُقْتُه لها، قبل أن تقول :
- « لقدْ
ظنَنْتُكِ ترتدين شيئًا ، هل اتّصَلْتِ بي من الحمام ؟ »
الخجلُ
يغزو ما تبقى من وجهي ، ويُدْخِله في جنس الطماطم، وقبلَ أنْ أجيبَها تبادرني
بمجونٍ تُحْسَدُ عليه ، وقد فطنَتْ لما حدث :
- « آه ،
لقد كنْتِ تصنعين ذلك الشيءَ .. إممهم ، هذا منطقي ، فلقد تركْتُكِ على الحافة.. المهمّ
: هل أعدْتِ الشحنَ أم لا ؟ .. فإني لا
أريد أنْ أفعلَ بكِ شيئًا ، وأنتِ لا زلْتِ في مرحلة التعافي ! »
لا زال
خدّاي يتوليان الإجابةَ عني ..
ثم اكتسبَتْ
سمْتَ الصرامةِ ، وبدأتْ في إعطاءِ الأوامرِ الشهية :
- « سأفترض
أنّ هذه إجابة بنعم .. انزعي هذا الشيءَ الرقيقَ الذي يغطي هذا الجسد اللذيذ »
ففعلْتُ ما
أمرتْني به للمرة الثانية في هذه الليلة ؛ عاريةً كما ولدَتْني أمّي .. والروب قد
تكوم في الأرض خلف رجليّ ..
ولأنّ
مجونَ صاحبتي لا ينتهي إلى حدٍّ .. فقدْ بدأتْ في إصدار أصواتٍ حلقية لا يصح أنْ
تصدر من " سيدة مهذبة " .. ولكنها تريد أن توصل لي ما يفعله جسدي بها ..
ولا توجد ألفاظٌ مهذبةٌ لهذه المعنى ...
إن رغبتَها فيّ تزيدُ من رغبتي فيها .. هذه
دائرة مغلقة !
تشيرُ
بسبابتِها : أنِ استديري .. فأفعلْ .. ويفجؤني صوتُ اصطدام شيءٍ بالأرض من ورائي
.. ثم عندما تقبض كفاها على ردفيّ ويغوصُ لسانُها فيما أمامَه .. أستوعبُ أنه كان
صوتُ سقوطِها لركبتيها .. كممثل درجة ثانية أصابه سهمٌ !
هَبْها
تدرَّبَتْ على الاستمناء على نفسِها فهي تتقنه لذلك ، فعلى مَنْ تدرَّبَ لسانُها ،
فهو يدورُ في احترافية تحسدُها عليها مثليات مدينة القديس فرنسيس ؟ ومع دورانِه يدورُ
كلُّ شيءٍ فيّ .. من الظلمِ أنْ أطالَبَ
بالتعرض لكل هذا واقفةً .. إن عضلاتِ قدميّ تحملني بالكادِ خلال هذه التجربة
الأثيريّة !
ثم قبلَ
أنْ نذهب لنقطة اللاعودة .. يبتعد اللسانُ البارعُ عما كانَ فيه.. فأعاني أعراض
الانسحاب الحادة لحظيًّا ؛ لا توجد مخدراتٌ بهذه القوة في الدنيا الأرضية !
- « المزيدَ
؟ »
هذه المرة
خداي ليسا في مواجهتِها ، فأضطر للرد :
- « أرجوكِ
! »
- « عندما
حطأتُ هذين في الطريق قبل قليلٍ ، كيف كانَ ردُّكِ عليّ ؟ »
أووه ! إنّ
هذا لنْ يمرَّ بدون عقابٍ ، أليس كذلك ؟
- « أنا
آسفة ! »
- « كان ردُّكِ " أنا آسفة" ؟»
- « بل أنا
آسفة على ما كانه ردّي ! »
- « ما هي
اللفظة بالضبط التي تريدين التأسف عليها ؟ »
- « "
غبية " ؟ »
الصفعة
الأولى ترجّ الردف الأيمنَ ، فتصدر عني آهةٌ جنسية رغمًا عنّي ..
- « تؤ تؤ !
.. شقية ! »
الصفعةُ
الثانية من نصيب الأيسر .. وهذه المرة أقبض على تلك الآهة الجنسية قبل أن تتسلل
خارج شفتيّ .. فتقول في استمتاعٍ :
- « هذا
أفضلُ »
وأتأهب
للثالثة .. ولكنّ الصوتَ العذبَ هو ما يأتيني :
- « هل
يبدو لكِ هذا وضعًا طبيعيًّا لهذه العملية ؟ .. أنا أفضل التقليدية .. دعينا نذهبْ
إلى سريري لأعاقبك هناك مستلقيةً في حجري! »
مثل المرة
السابقة !
ثم لما لمْ
أتحرَّكْ ربّتَتْ يدُها على مؤخرتي وهي تقول :
- « تشَبْ-
تشَبْ »
فبدأتُ في
التحرك لغرفتِها ، ولكنها ظلَّتْ على جلستِها على الأرض تحدّقُ فيّ .. ثمّ لمّا
رأتِ الاستفسارَ في عينيّ قالَتْ :
- « إني
أحب رؤيتهما وهما يرتجان من أثر المشي ! »
قبل أسبوعٍ
واحدٍ فقط .. لمْ نكنْ نجرؤ على تقبيل ما هو أكثر من خد الأخرى ؛ قبلاتٍ أفلاطونية
.. ثم بعد أسبوع واحدٍ نصل لهذا !
حسنًا ؛
بما أن هذا يروق لها فكذلك .. متّعي عينيكِ بكل ما ترينه ؛ فكل ما ترينه لكِ ! ..
وبدأتُ أبطئ
في سيري الخطواتِ القليلة التي تفصلني عن غرفتِها ، وأعلم _ وإن كنْتُ لا أراها _
أنّ ما أفعله يروق لها ؛ كل اهتزازة قد انفصلَتْ عن الأخرى ؛ كل اهتزازةٍ تحظى
بالوقتِ الكافي لتلتهمها العينُ المراقبة ...
ثم عندما أقتربُ من بابِ غرفتِها أتراجع إلى الوراء وأنا أدير ذراعيّ كأنما
هو شريطٌ مسجلٌ يعاد تدويرُه .. وتصلني ضحكتُها الخافتة المستمتعة .. حتى إذا ما ابتعدْتُ عن الباب ورجعْتُ للجالسة
على الأرض تراقبُ " العرض " شعرْتُ بيدها العجلى تلمسُ ما تطوله من جسدي
، ولكني أنهاها في رقةٍ :
- « أأْ أأ
.. يُو كانْ سيْ ، بَتْ يو كانْتْ تَتْشْ ! »
ثم أبدأ في الخطو المتثاقل مرةً أخرى جهة
غرفتِها .. ويوقفني صوتُها الغارق في الرغبةِ :
- « تعاليْ
هنا ! »
فأتوقف عن
المشي ، وألتفتُ إليها .. إلى جلستِها على الأرض .. إلى تطلعِها إليّ كأنني ماءٌ
باردٌ في يومٍ قائظٍ .. وهي ؟ .. هي تكاد تهلك من الظمأ !.. هذه النظرةُ تدفعني
إلى أنْ أجرب حظي في النجاة من عقابِها :
- « ظنَنْتُكِ
تريدين إتمامَ عقابي على سريركِ ! »
- « قد كان
هذا قبْلَ أن يدافع عنكِ محاميان بارعان أقنعاني ببراءَتكِ .. فتعالي حتى أشكرَهما
! »
وأعودُ
إليها .. فتقبض بيدِها على يدي وتنزلُ بي جهة الأرض .. ثم توجّهني يداها حتى
تستقرّ مؤخرتي جالسةً في حجرِها ، وتحيط رجلاي بخصرِها .. ثم تقبضُ على ردفيّ
كأنها غريقٌ يتعلق بمنقذِه .. هل هذا هو الشكرُ ؟ .. أنا راضية !
- « تذكرين
المرة الماضية ؟ »
وهلْ هذا
شيءٌ ينسى ؟
- « إمهم »
- « هذه
المرة سأطْلعكِ على شيءٍ مختلفٍ ، وإنْ كانَ من الجنسِ نفسِه »
ومع قولِها
ذاك تُبْعِدُ يدَها اليمنى عن ردفي الأيسر ، ثم تصفعه .. ليسَتْ صفعةً بالضبط ..
درجةً بين الصفع والتربيت .. وقبْلَ أنْ أفصِحَ عن تلذذي _ صوتًا وصورةً _ بما
فعلَتْه .. تكرر يسراها ما فعلَتْه يمناها .. ثم يعودُ الدورُ لليمنى .. ثم يشتركان
في إقلاعهما من قاعدتِهما في مؤخرتي ليحلقا في الجوّ قليلًا ثم يعودان للقاعدةِ
حاملَينِ معهما شيئًا من الألم وكثيرًا من اللذة .. هذا أمتع بكثيرٍ _ على المستوى
اللحظيّ _ من المرة السابقة .. وإنْ كانَ للعاملِ النفسيّ _ في المرة السابقة _
أثرُه الذي لا يُنْكَرُ في تحريك غرائز أعمق وأكثر بدائيةً فيّ .. فمنظر انحنائي
على فخذيها بينما يدُها تتولى إيجاعَ مؤخرتي .. وما يتصاحبُ مع ذلك من خضوعٍ لا
يخلو من حبّ من جانبي .. ومن سيطرة لا تخلو من عطفٍ من جانبِها .. كان ذلك مشوّقًا
.. ولكن هذا أيضًا مشوقٌ ؛ لكلٍّ فضلُه ..
- « أتريدين
في المستقبلِ أنْ : واحد : أنْ" أشكر " مؤخرتَكِ مثل هذه المرة ؟ أم :
اثنان : أنْ " أعاقبَها " مثل المرة السابقة ؟ »
- « سيكْرِتْ
أوبشِنْ ؛ نمبر ثريي : أولْ أوفْ ذي أبَفْ ! »
يبدو أنّ
الردَّ أعجبَها لأنها أوقفَتْ التربيتات/الصفعاتِ لينشغلَ فمُها لثوانٍ بتقبيلِ
فمي .. بينما يداها تصعدانِ قليلًا إلى أسفلِ ظهري لتدفعه جهتَها ، فتُحْكِمَ
العناقَ بيننا ..
وحينَها
سمعْنا معًا _ من وراء باب الشقة المغلق _ صوتَ صلصلة المفاتيح في سلسلتِها ، ولمْ
يكنْ من الصعبِ تخمين أنّ أهلَها قد عادوا من خرْجتِهم !
كنْتُ قد تجمّدْتُ
لجزءٍ من الثانية .. ولكنْ لحسْنِ الحظّ فقد كانَ ردُّ فعلِها أسرعَ مني بكثيرٍ ..
فحملَتْني حملًا ، وقامَتْ بي .. وأنا لا أزال محيطةً عنقَها بيدي .. وركضَتْ تجاه
غرفتِها .. وبالكادِ كنّا قدْ دخلْنا غرفتَها قبلَ أن ينفتح بابُ الشقة .. ثم أغلَقَتْ
بابَ الغرفةِ وراءَنا ..
الخطوة التالية
: الملابس !
- « ارتدي
أيَّ شيءٍ من ملابسي !.. سنخترع عذرًا فيما بعد »
- « إن
الروب لا يزال - »
- « لا
مشكلة ، فقط ارتدي شيئًا الآن ! »
- « ملابس
منزلية ؟ أم ملابس خروج ؟ »
- « ملابس
خروج بالطبع ، هل ستنزلين الدرج في ملابس منزلية ؟! »
وابتسَمْنا
كلتانا لثانية ؛ لقدْ نزلْتُ الدرجَ عاريةً تقريبًا ! ..
ثم شرعْتُ في تطبيق الخطة .. وعندما فرغْتُ من
لبسِ بلوزتِها وتنورتِها .. فتحَتِ البابَ لتقابلَ أبويها ، وأخاها .. وتصْحبُني
معَها .. ثم قالَتْ :
- « عدْتُمْ
بسرعةٍ ؟ »
رد عليها
أبوها :
- « حصل
ظرفٌ طارئٌ للطبيب ، وأرجأ الموعدَ .. أو على الأقل هذا ما قالَتْه موظفة
الاستقبال ! »
ثم أضافَ عندما
رآني:
- « كيف
حالكِ يا ( سمر ) ؟ آسفون أننا قطعْنا عليكما ما كنتما تفعلانِه ، بالمناسبة : هل
هذا لكِ ؟ »
ما كنا
نفعله ؟ ليس لديك فكرة ! ..
كانَتْ يده
تشير إلى الروبِ ، فأجابَتْ ابنتُه :
- « آه ،
لقدْ طلبْتُ منها أنْ تحضِره على سبيل الاستعارة ، ونسيْتُه هنا »
ثم
أخْذَتْه من يد أبيها ، وهي تخاطبُني :
- « سأعيده
لكِ لاحقًا .. كما اتفَقْنا »
كان هذا
دوري لأغادر ساحة الجريمة :
- « بالطبع
.. بالطبع .. آمم .. سأتصل بكِ لاحقًا .. لنكمل ما كنا نتحدث فيه .. تصبحون على خيرٍ ! »
لمْ
تَفُتْني غمزتُها الخاطفة .. عندما ذكرْتُ " إكمال ما قوطِعْنا في منتصفه
" ..
حقيقة أننا
نلمح أمام أبويها بما لو عرفاه لجن جنونُهما .. وحقيقة أنني كدْتُ أفتضح أمام
أبويّ عندما خرجْتُ من شقتي شبه عارية - طاعةً لأمرها الذي لم تتعمدْه أصلاً .. كل
هذا يثير في قشعريرةً معربدةً .. ويجعل التجربة أشوق مراتٍ ومراتٍ ..
ولهذا
عندما عدْتُ إلى سريري في غرفتي في شقتي في طابقي .. سرعانَ ما اتصلْتُ بها ..
وكانَتْ
تلك أول مرةٍ أمارسُ فيها الجنس الهاتفيّ .. الجود من الموجود ..
نعم ، إنه
لا يفصل بين غرفتي وغرفتِها سوى أرضيتين أو سقفين .. ولكنّ الظروفَ تحتم أنْ يكون
معظم الجنسِ الذي بيننا هاتفيّ ! فتلك الليلة بالطبع لمْ تكنْ آخرَ مرةٍ نتبادل
فيها المغازلات والقبلات وأصوات الشبق عبر الهاتف .. فبطاقات الشحن من فئة العشرين
جنيهًا التي أستهلكها بشكلٍ أسبوعيّ هذه ليسَتْ تبرّعًا منّي لشركات المحمول .. !
فيما بعدُ
قد تتاح لنا الفرصة ليصير معظم _ إن لمْ يكنْ كلّ _ الجنسِ بيننا واقعيًّا
تفاعليًّا لا تتربح من ورائه شركات الهواتف المحمولة .. ولكنْ حتى ذلك الحين ،
فأنا أستحق بجدارة لقب العميل المميز الذي تخصني به شركة الهاتف المحمول الذي
أشتري بطاقاتِه !!
-------- ( تــمَّــت ) --------